استكملت مليشيا المجلس الانتقالي الجنوبي، المدعومة من الإمارات، اليوم الأربعاء، سيطرتها على أبرز المدن والمواقع العسكرية في وادي حضرموت، عقب اشتباكات محدودة مع قوات المنطقة العسكرية الأولى التابعة للحكومة الشرعية.
وأفادت مصادر مطلعة بأن قوات الانتقالي أحكمت السيطرة على مدن ومناطق تريم، وسيئون، والقطن، وحورة، والخشعة، بما في ذلك قيادة المنطقة العسكرية الأولى، ومطار سيئون، والقصر الجمهوري، مشيرة إلى أن هذه المناطق كانت آخر معاقل خارجة عن نفوذ المجلس تقريباً بعد تمدده في المكلا ومدن أخرى وصولاً إلى هضبة حضرموت، باستثناء مواقع محدودة لا تزال تحت سيطرة قوات "حماية حضرموت" التابعة لحلف قبائل حضرموت، إضافة إلى مدينتي العبر والوديعة على الحدود مع السعودية.
وجاء تقدم الانتقالي بعد اشتباكات محدودة مع القوات الحكومية المتمركزة في الوادي، وأسفرت عن سقوط قتلى وجرحى، معظمهم من قوات المنطقة العسكرية الأولى، بالإضافة إلى أسر عدد من الجنود على يد المجلس الانتقالي.
وأكد عضو مجلس القيادة الرئاسي ونائب رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، اللواء فرج البحسني، أن استقدام القوات الكبيرة إلى حضرموت جاء بهدف "فرض الأمن في الوادي والصحراء" ومواجهة ما وصفه بظهور الجماعات الإرهابية والحوثيين، في إشارة إلى منح الانتقالي مساحة أوسع للتحرك العسكري في المحافظة.
ويأتي هذا التصعيد بعد أسابيع من حالة احتقان وتحشيد متزايد في حضرموت، عقب نشر الانتقالي لقوات "الدعم الأمني" في الساحل بقيادة أبو علي الحضرمي، وهو تحرك قوبل برفض شعبي وقبلي واسع، خاصة من قوات حماية حضرموت وحلف القبائل بزعامة الشيخ عمرو بن حبريش.
وتكتسب حضرموت أهمية استراتيجية كبيرة، بما تحتويه من مواقع نفطية ومنشآت عسكرية حساسة، فضلاً عن موقعها الحدودي مع المملكة العربية السعودية، ما جعلها محور صراع نفوذ مستمر خلال السنوات الماضية.
وفي تطورات متزامنة، هاجمت قوات الانتقالي معسكر "عرين" الواقع بين محافظتي شبوة ومأرب، وتمكنت من السيطرة عليه بعد اشتباك محدود أسفر عن مقتل شخص وإصابة أربعة آخرين على الأقل، وفق ما ذكرته مصادر عسكرية. وأشارت المصادر إلى أن عناصر المعسكر انسحبوا إلى موقع الأفاليل قرب منطقة الرويك في مأرب.
