أعلنت مجموعة “هائل سعيد أنعم وشركاه”، إحدى أكبر التكتلات الاقتصادية في اليمن والمنطقة، عن تعيين درهم عبده سعيد أنعم رئيسًا جديدًا لمجلس إدارة المجموعة، خلفًا لـ عبدالجبار هائل سعيد أنعم الذي انتقل إلى منصب رئيس مجلس ممثلي الملاك، في خطوة وُصفت بأنها جزء من عملية إعادة هيكلة إدارية داخلية.
ويأتي التعيين في وقت تشهد فيه المجموعة تحولات تنظيمية عميقة، تهدف إلى تعزيز كفاءة الإدارة العليا، وترسيخ الحوكمة المؤسسية، وتوحيد الرؤية الاستراتيجية في مواجهة تحديات المرحلة، سواء على المستوى المحلي في ظل الظروف الاقتصادية المعقدة، أو على المستوى الإقليمي في ظل التوسع الكبير للمجموعة في الأسواق الخارجية.
ويُعتبر درهم عبده من أبرز القيادات التنفيذية التي راكمت خبرة طويلة في مختلف قطاعات المجموعة، وشارك بشكل فاعل في تطوير أدائها عبر مواقع متعددة خلال العقود الماضية. وقد نال تعيينه ترحيب عدد من المكونات الإدارية العليا، مع توقعات بأن يسهم في الحفاظ على استقرار المجموعة وتماسكها.
غير أن القرار لم يخلُ من الجدل، إذ تزامن مع بروز مؤشرات لخلافات داخلية بشأن موقع القيادة العليا، خصوصًا في ظل الأدوار التي برز بها شوقي أحمد هائل في السنوات الماضية، بصفته أحد أبرز الأسماء في المجموعة، وواجهة لها في عدد من المشاريع الاستراتيجية. ووفق مصادر قريبة من دوائر الأعمال في اليمن، فإن اسم شوقي طُرح ضمن الأسماء المرشحة، ما أضفى على المشهد نوعًا من التنافس الداخلي بين أجنحة مختلفة في العائلة المالكة للمجموعة.
وتُعَدّ هذه التحولات جزءًا من تحدٍ مستمر تواجهه المؤسسات العائلية الكبرى، خاصة تلك التي تمتد على عدة أجيال وتنتشر في أسواق متعددة، حيث تسعى إلى المواءمة بين الإرث العائلي ومتطلبات التحديث الإداري، وضمان انتقال سلس للقيادة دون تأثير سلبي على تماسك الكيان أو أدائه.
وتبقى مجموعة هائل سعيد أنعم أحد الأعمدة الاقتصادية الأساسية في اليمن، بما تملكه من استثمارات واسعة في قطاعات الأغذية، الدواء، التأمين، الصناعة والمصارف، فضلًا عن امتدادها في عدد من الدول العربية والآسيوية، ما يجعل أي تغييرات في هيكلها الإداري موضع متابعة دقيقة من الأوساط الاقتصادية محليًا وخارجيًا.