من احتجاز الحوثيين إلى تدميرها بغارات إسرائيلية: طائرات اليمنية تكشف هشاشة قطاع الطيران

تقارير

في تطور متسارع للأزمة التي تعيشها الخطوط الجوية اليمنية، تعرضت الشركة لعدة ضربات موجعة خلال عام 2024، تمثلت في احتجاز الحوثيين لعدد من طائراتها، تدمير غارات إسرائيلية لثلاث طائرات أخرى، وتدمير طائراتها المحتجزة في غارات إسرائيلية على مطار صنعاء.

 

احتجاز الحوثيين للطائرات

في يونيو 2024، احتجزت جماعة الحوثي أربع طائرات تابعة للخطوط الجوية اليمنية في مطار صنعاء، مما أدى إلى أزمة كبيرة للناقل الوطني الوحيد في البلاد.

وبدأت الأزمة عندما وصلت أربع طائرات تابعة للخطوط الجوية اليمنية إلى مطار صنعاء قادمة من مطار الملك عبد العزيز في جدة، حيث كانت تقل مئات الحجاج العائدين من أداء مناسك الحج.

فوجئت الشركة باحتجاز ثلاث طائرات من طراز إيرباص 320، بالإضافة إلى طائرة إيرباص 330 كانت محتجزة منذ أكثر من شهر، ليصبح إجمالي الطائرات المحتجزة أربع طائرات.

 

تدمير الطائرات في غارات إسرائيلية

في مايو 2025، استهدفت غارات جوية إسرائيلية مطار صنعاء الدولي، مما أسفر عن تدمير ثلاث طائرات من أسطول الخطوط الجوية اليمنية، كانت محتجزة في المطار منذ أكثر من عام.

الطائرات التي تعرضت للتدمير هي طائرتان من طراز إيرباص A320 وطائرة من طراز إيرباص A330. الطائرة الرابعة، التي كانت في رحلة خارجية في مطار الملكة علياء بالأردن، نجت من القصف لأنها كانت خارج المطار أثناء الهجوم.(

 

تعليق الرحلات

أعلنت الخطوط الجوية اليمنية تعليق جميع رحلاتها من وإلى مطار صنعاء الدولي حتى إشعار آخر، وذلك عقب الهجوم الإسرائيلي الذي استهدف المطار وأسفر عن احتراق ثلاث من طائراتها.

وأوضحت الشركة أن الهجوم أسفر عن احتراق ثلاث طائرات مدنية تابعة لأسطولها كانت متوقفة في المطار، دون أن تحدد طبيعة الأضرار بشكل تفصيلي أو الموعد المحتمل لاستئناف الرحلات.

 

الخسائر الاقتصادية والإنسانية

أدت هذه الهجمات إلى تكبد الخطوط الجوية اليمنية خسائر مالية كبيرة، حيث قدرت الخسائر بنحو مليار ريال يمني خلال خمسة أيام من الاحتجاز، مع توقعات بتجاوز الخسائر الستة مليارات ريال يمني خلال شهر واحد.

كما أن استمرار احتجاز الطائرات لأكثر من شهرين قد يؤدي إلى تضرر محركات الطائرات، مما يهدد بقاء الشركة واستمرارها في تقديم خدماتها.

 

ردود الفعل الحكومية والدولية

أدانت الحكومة اليمنية بشدة هذا التصرف، واعتبرته عملاً إرهابيًا يؤكد أن الحوثيين يمتهنون القرصنة ولا يحترمون الاتفاقات والقوانين الدولية. كما حملت الحكومة الحوثيين المسؤولية الكاملة عن تعثر نقل أكثر من 1300 حاج يمني عالقين في مطار الملك عبد العزيز الدولي في جدة.

من جانبها، ناشدت الخطوط الجوية اليمنية المجتمع الدولي ومنظمات النقل الجوي الدولية والمبعوث الأممي إلى اليمن بالتدخل العاجل لوقف هذه التعسفات وإطلاق سراح الطائرات المحتجزة. كما طالبت برفع الحظر عن أرصدتها المالية المجمدة في مناطق سيطرة الحوثيين.

 

الوساطة العمانية

في 5 يوليو 2024، أعلنت مصادر حكومية أن وساطة عمانية نجحت في إنهاء أزمة احتجاز الطائرات، حيث تم الاتفاق مع الحوثيين على إطلاق سراح الطائرات المحتجزة وعودة رحلات الطيران بين صنعاء وعمان.

كما تم الاتفاق على نقل الحجاج العالقين في السعودية إلى مطار صنعاء خلال اليومين التاليين.

 

إن أزمة احتجاز الحوثيين لأربع طائرات تابعة للخطوط الجوية اليمنية سلطت الضوء على التحديات الكبيرة التي تواجهها الشركة في ظل الظروف الراهنة.

وعلى الرغم من الجهود المبذولة لإنهاء الأزمة، إلا أن هذه الحادثة تظل مؤشرًا على الصعوبات التي يواجهها قطاع النقل الجوي في اليمن.