بدأت، صباح الإثنين 19 مايو 2025، إجراءات فتح طريق الضالع – دمت، الذي يربط محافظة الضالع جنوبي اليمن بالعاصمة صنعاء، بعد أكثر من عشر سنوات من الإغلاق جراء الحرب التي تعصف بالبلاد منذ العام 2015.
ووفقاً لمصادر محلية، فقد باشرت فرق أمنية وهندسية من الطرفين المتنازعين – الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً وجماعة أنصار الله (الحوثيين) – منذ فجر الإثنين عمليات فتح الطريق، وفحصه، وإزالة العوائق التي خلفتها سنوات من الاشتباكات المسلحة والإغلاق.
ويمثل الطريق شرياناً حيوياً يصل العاصمة المؤقتة عدن بالعاصمة صنعاء، مروراً بمحافظات رئيسية مثل الضالع، ذمار، إب، مما يجعله أحد أهم الطرق البرية في اليمن وأكثرها استخداماً من قبل المدنيين والتجار على حد سواء.
وبحسب المعلومات، فإن إعادة فتح هذا الطريق جاءت نتيجة جهود محلية بعيدة عن الوساطات الدولية، في خطوة نادرة تعكس تنسيقاً ميدانياً مباشراً بين الأطراف اليمنية المتحاربة. وقد تم تشكيل لجان أمنية وفنية مشتركة باشرت عملية الفتح والتأمين، تمهيداً لاستئناف حركة النقل المدني والتجاري بين شمال اليمن وجنوبه.
محافظ الضالع، علي مقبل صالح، كان قد أعلن في اجتماع للمكتب التنفيذي للمحافظة يوم الأحد، أن قرار فتح الطريق جاء استجابةً لمناشدات إنسانية ومجتمعية متواصلة لتخفيف معاناة المواطنين، مشيراً إلى أن الطريق ظل مغلقاً منذ بدء الحرب في الضالع قبل عقد من الزمن.
ويُتوقع أن ينعكس هذا التطور بشكل كبير على الحياة اليومية لملايين اليمنيين، إذ من شأن فتح الطريق أن:
- يُخفف معاناة التنقل التي عانى منها المسافرون طيلة السنوات الماضية.
- يُسهل نقل البضائع والمواد الغذائية والدوائية بين المحافظات.
- يُقلل من التكاليف المالية الكبيرة التي كانت تُنفق بسبب اللجوء إلى طرق فرعية طويلة ووعرة.
- يُسهم في تنشيط الحركة التجارية، وتعزيز التواصل بين المواطنين في الشمال والجنوب.
ولقيت الخطوة ترحيباً شعبياً واسعاً، حيث عبّر مواطنون وتجار عن ارتياحهم لفتح الطريق، معبرين عن أملهم بأن تكون هذه الخطوة بداية لفتح مزيد من المعابر والطرق المغلقة، مثل طريق الحوبان – تعز، ومأرب – صنعاء.
ويرى مراقبون أن هذا التنسيق الميداني بين الأطراف المتصارعة يمثل مؤشراً إيجابياً على إمكانية بناء تفاهمات مستقبلية تُفضي إلى تهدئة أوسع، سواء على مستوى المناطق أو على مستوى المشهد الوطني برمّته.
ختاماً، يمثل فتح طريق الضالع – دمت خطوة استراتيجية وإنسانية هامة، قد تعيد جزءاً من الحياة الطبيعية إلى مناطق عانت طويلاً من الحرب والتقسيم، وتُمهّد الطريق نحو مصالحة مجتمعية أوسع تعكس تطلعات اليمنيين للسلام والاستقرار.