العمليات الأمريكية البريطانية المشتركة التي تستهدف الحوثيين

تقارير

 

منذ بداية عام 2024، شهدت اليمن سلسلة من الغارات الجوية المشتركة بين الولايات المتحدة والمملكة المتحدة، استهدفت مواقع تابعة لجماعة الحوثيين في مختلف المناطق اليمنية.

تأتي هذه العمليات في إطار "عملية "الفارس الخشن" التي أطلقتها الولايات المتحدة في 15 مارس 2025، بهدف مواجهة التهديدات التي تشكلها الطائرات المسيّرة والهجمات الصاروخية التي ينفذها الحوثيون ضد الملاحة الدولية في البحر الأحمر ومضيق باب المندب.​

 

تفاصيل العمليات العسكرية

في 12 يناير 2024، نفذت الولايات المتحدة والمملكة المتحدة، بدعم من دول أخرى، غارات جوية ضد الحوثيين بعد صدور قرار من مجلس الأمن الدولي يدين هجمات الحوثيين في البحر الأحمر.

تم استخدام طائرات مقاتلة أمريكية وأسطول من السفن الحربية، بما في ذلك صواريخ توماهوك، بالإضافة إلى طائرات تايفون البريطانية، واستهدفت الغارات مواقع عسكرية في صنعاء، الحديدة، ذمار، وتعز، بما في ذلك مطار الحديدة الدولي وقاعدة الديلمي الجوية شمال صنعاء. ​

 

في 29 أبريل 2025، شاركت المملكة المتحدة لأول مرة في "عملية الفارس الخشن" حيث نفذت طائرات تايفون البريطانية غارات على منشآت لتصنيع الطائرات المسيّرة جنوب صنعاء، باستخدام قنابل Paveway IV الموجهة بدقة.

وأعلنت وزارة الدفاع البريطانية أن الهدف من هذه الغارات هو تقليل قدرة الحوثيين على تهديد الملاحة الدولية في البحر الأحمر وخليج عدن. ​

 

الآثار والردود

أسفرت الغارات عن مقتل وإصابة العديد من المدنيين، وفي يونيو 2024، أعلنت جماعة الحوثيين عن مقتل 57 شخصًا وإصابة 41 آخرين جراء الغارات، التي استهدفت مواقع مدنية مثل مبنى إذاعة الحديدة وميناء الصليف.

من جانبها، أكدت القيادة المركزية الأمريكية أن الضربات استهدفت مواقع تشكل تهديدًا للقوات الأمريكية والسفن التجارية، دون التعليق على وقوع إصابات بين المدنيين. ​

 

في رد فعل على الغارات، نفذت جماعة الحوثيين هجومًا صاروخيًا على حاملة الطائرات الأمريكية "آيزنهاور" في البحر الأحمر، معتبرةً ذلك ردًا على "العدوان الأمريكي البريطاني". ​

 

التداعيات الإقليمية والدولية

أثارت هذه الغارات ردود فعل من دول إقليمية ودولية. إيران، التي تدعم الحوثيين، أدانت الضربات واعتبرتها "انتهاكًا لسيادة اليمن وسلامة أراضيه". من ناحية أخرى، أكدت المملكة المتحدة التزامها بحماية مصالحها في المنطقة، مشيرةً إلى أن هذه العمليات تهدف إلى ضمان حرية الملاحة وحماية التجارة الدولية. ​

 

الخلاصة

تستمر الغارات الأمريكية والبريطانية على اليمن كجزء من استراتيجية أوسع لمواجهة تهديدات الحوثيين للملاحة الدولية. بينما تؤكد الدول المنفذة للعمليات على ضرورة هذه الإجراءات لحماية الأمن الإقليمي والدولي، فإنها تثير تساؤلات حول تأثيراتها على المدنيين والوضع الإنساني في اليمن.​