كشفت مصادر محلية وأخرى مقربة من أهالي الضحايا عن مقتل عدد من المدنيين اليمنيين المختطفين لدى جماعة الحوثي، جراء غارة جوية أميركية استهدفت مبنى حكومياً في محافظة الجوف، كانت الميليشيا قد حوّلته إلى معتقل سري لاحتجاز المدنيين.
ومن بين الضحايا الشاب محمد عبدالعزيز الصوفي، من أبناء مديرية شرعب بمحافظة تعز، الذي كان في طريقه للاغتراب في السعودية قبل أن يتم توقيفه من قبل الحوثيين في إحدى نقاط التفتيش بمحافظة الجوف، ونقله إلى المجمع الحكومي في مديرية الحزم، وهو الموقع الذي استُهدف لاحقاً بالغارة الجوية.
ووفقاً لمصادر مطلعة، لم يكن الصوفي وحده، إذ كان إلى جانبه عدد من المدنيين الآخرين الذين احتجزتهم المليشيا في المبنى ذاته، الذي تحول إلى معتقل غير رسمي، وسط اتهامات متجددة للحوثيين باستخدام المختطفين كـ"دروع بشرية".
انتهاك متكرر منذ عاصفة الحزم
ما حدث في الجوف ليس معزولاً، بل يمثل امتداداً لسلوك ممنهج مارسته جماعة الحوثي منذ بدء العمليات العسكرية للتحالف بقيادة السعودية عام 2015، ضمن ما عرف بـ"عاصفة الحزم".
منذ تلك المرحلة، اعتمد الحوثيون على التمركز داخل المناطق السكنية والمرافق المدنية، وتخزين السلاح بالقرب من المدارس والمستشفيات والمساجد، واستخدموا المدنيين كوسيلة لحماية مواقعهم من الضربات الجوية.
وفي حالات مشابهة لما حدث مؤخراً في الجوف، وثّقت منظمات حقوقية منذ بداية الحرب احتجاز الحوثيين لمعتقلين داخل مقار حكومية أو عسكرية في مناطق مثل صعدة والحديدة وتعز، ثم استخدام تلك المباني لأغراض عسكرية، ما يجعل حياة المختطفين عرضة للخطر، كما حصل الآن.
تقارير حقوقية توثق الانتهاكات
- تقرير الأمم المتحدة (2016): أشار إلى أن الحوثيين استخدموا المدنيين كدروع بشرية في مدينة المخا بمحافظة تعز، من خلال إخفاء مقاتلين وعتاد عسكري بالقرب من السكان، بهدف تفادي الهجمات الجوية . riyadhpost.live
- وزارة حقوق الإنسان اليمنية (2018): اتهمت الحوثيين باستخدام المدنيين كدروع بشرية في مدينة الحديدة، من خلال تمركزهم على أسطح المنازل واستخدام المستشفيات والمدارس والمساجد كمراكز عسكرية، مما يعد انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي الإنساني.
- رابطة السلام الدولية (2023): وثقت استخدام الحوثيين لأكثر من 1,000 معتقل كدروع بشرية في سجونهم، وذلك خلال ندوة في الأمم المتحدة بجنيف . alsahwa-yemen.net
حادثة الجوف الأخيرة تعيد فتح ملف شائك ظل لعقد من الزمن على طاولة الصراع اليمني: استغلال حياة المدنيين في لعبة الحرب.
وبينما تستمر الغارات، وتتوسع رقعة العمليات، يظل المواطن اليمني هو الضحية الأولى، في معركة لا تعترف فيها الأطراف المتحاربة بحياد الإنسان، ولا بحرمة الحياة المدنية.