إيجازبرس - إب - اليمن
في استمرار للتصعيد المجتمعي ضد مليشيا الحوثي في محافظة إب وسط اليمن، عبر أهالي المدينة القديمة عن رفضهم للمليشيا بطرق جديدة، في خطوة تعكس تزايد الغضب الشعبي من ممارسات الحوثيين القمعية.
حيث قام أبناء المدينة القديمة في إب بنشر صور الشاب حمدي عبدالرزاق المكحل على جدران وشوارع المدينة، مما أثار غضب مليشيا الحوثي.
حملة ضد الصور وتأكيد للرفض المجتمعي
وقال سكان محليون إن مليشيا الحوثي استقدمت على الفور حملة مسلحة لإزالة الصور التي تملأ شوارع المدينة القديمة.
وقد اعتُبرت هذه الصور بمثابة تذكير للجريمة التي ارتكبت بحق الشاب المكحل، الذي قُتل في 19 مارس 2023 داخل سجون المليشيا بسبب مواقفه وآرائه السياسية التي كان يعبر عنها عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
ورغم محاولات الحوثيين إزالة الصور، فإنها كانت قد انتشرت بشكل واسع في ساعات الصباح، لتصبح بمثابة رسالة رفض قوية من الأهالي لوجود المليشيا في منطقتهم، وتذكيرًا بجريمة قتل المكحل.
الرفض المتواصل للمليشيا في المدينة
هذه الحملة ليست الأولى من نوعها في مدينة إب، حيث كانت المدينة قد شهدت سابقًا حالات مشابهة للتعبير عن الرفض المجتمعي لمليشيا الحوثي.
فقد قام الأهالي في مناسبات عدة بطمس وتمزيق شعارات وصور المليشيا المنتشرة في أحياء مختلفة من المدينة.
هذه الأعمال تظهر إصرار الأهالي على رفض وجود الحوثيين وتأكيدًا لمواقفهم المستمرة ضد الجماعة.
مجزرة الشاب المكحل وجنازة غير مسبوقة
وفي سياق تصعيد الحوثيين ضد المعارضين، قتل الشاب حمدي المكحل في سجون المليشيا بعد أن تم اعتقاله بسبب آرائه السياسية المناهضة للحوثيين.
في يوم جنازته، شهدت المدينة واحدة من أكبر الجنازات في تاريخها، حيث انطلقت الجنازة من المدينة القديمة وجابت شوارع إب حتى وصلت إلى مقبرة "الغفران". ورفع المشيعون خلالها هتافات مناوئة للحوثيين، مطالبين برحيلهم عن المحافظة، وكان هذا الحدث بمثابة نقطة تحول في رفض المجتمع الحوثيين.
ردة فعل مليشيا الحوثي: حملة اعتقالات وتنكيل
ردًا على هذه التحركات الاحتجاجية، شنت مليشيا الحوثي حملة انتقامية، حيث اقتحمت المنازل في المدينة القديمة، واختطفت المئات من الشبان والمواطنين.
كما تعرض المختطفون لعمليات تعذيب نفسية وجسدية في سجون الأمن السياسي والبحث الجنائي في إب، فضلاً عن نقل بعضهم إلى سجون الحوثيين في العاصمة صنعاء.
خلاصة: استمرار الرفض الشعبي
هذه الأحداث تشير إلى أن المقاومة الشعبية في مدينة إب ضد مليشيا الحوثي تتزايد، حيث يواصل الأهالي التعبير عن رفضهم عبر وسائل متعددة، رغم القمع والتهديدات.
وتظل إب واحدة من أكثر المناطق التي تشهد استهدافًا من قبل الحوثيين، بينما تستمر المدينة في نشر رسائلها المدوية ضد الجماعة التي تمارس الانتهاكات والتعذيب.