توقعت مجلة "فورين بوليسي" أن تستمر الحملة الأمريكية ضد الحوثيين لعدة أسابيع، مشيرة إلى أن القرار باستهداف القيادة السياسية إلى جانب الأصول العسكرية يشير إلى نية واشنطن في تفكيك الهيكل التنظيمي للحوثيين، وليس فقط إضعاف التهديد العسكري المباشر الذي يشكلونه.
في هذا السياق، يتناول التقرير التطورات العسكرية والسياسية التي تدور حول الحوثيين وأثر الضغوط الأمريكية على مسار الأزمة اليمنية.
موقف الحوثيين والقوة الإقليمية:
وفقًا للتقرير، فإن القوة القتالية للحوثيين بقيت دون أضرار كبيرة مقارنة بالميليشيات الأخرى المدعومة من إيران في "محور المقاومة"، وذلك رغم الهجوم على إسرائيل في أكتوبر 2023. بعد إعلان وقف إطلاق النار في يناير 2024، حافظ الحوثيون على نفوذهم في اليمن، متأهبين لاستئناف العنف في الوقت الذي يرونه مناسبًا، وهو ما يعد هدفًا للضغوط العسكرية الأمريكية.
تصعيد السياسة الأمريكية في عهد ترامب:
أكد التقرير أن الحملة العسكرية الأمريكية في عهد إدارة ترامب قد شهدت تصعيدًا ملحوظًا في استراتيجيتها ضد الحوثيين، من الضربات المستهدفة إلى حملة أكثر عدوانية تهدف إلى تعطيل قدراتهم بشكل فعال. واعتبر التقرير أن استهداف القيادة السياسية للحوثيين يعتبر خطوة نحو تفكيك الهيكل التنظيمي للجماعة، مما يعكس موقفًا أمريكيًا صارمًا ضدهم.
أهداف الضربات الأمريكية
: يهدف الهجوم الأمريكي إلى دعم حلفاء واشنطن الإقليميين الذين يعانون من تهديد الحوثيين المستمر. من بين الدول المتضررة من الأنشطة الحوثية في البحر الأحمر، تعد مصر الأكثر تأثرًا بخسارتها لعائدات قناة السويس بسبب تجنب السفن هجمات الحوثيين. كما أن الإمارات والسعودية تواجهان تحديات في صراعهم المستمر ضد الحوثيين.
التأثير على اليمن والمصالح الإقليمية:
من خلال الضربات الجوية، تأمل الولايات المتحدة في إضعاف الحوثيين ومنعهم من تهديد ممرات الشحن البحري. كما تسعى لتقليص قدرتهم على تهديد خصومهم السياسيين في اليمن، مثل المجلس الرئاسي اليمني. في المقابل، تُبقي سيطرة الحوثيين على مناطق استراتيجية مثل ميناء الحديدة وطرق التجارة مع السعودية على تهديد مستمر للأمن الإقليمي.
احتمال تحول الحوثيين إلى "حزب الله" آخر
: يُثير التقرير تساؤلات حول ما إذا كان الحوثيون سيصبحون نسخة مشابهة لحزب الله في لبنان. فالحوثيون يسيطرون على "اقتصاد حرب" يشمل تهريب السلع غير المشروعة، بما في ذلك الوقود والسجائر. وقد أشار التقرير إلى أن دعم إيران للحوثيين، بما في ذلك التدريب العسكري وتبادل المعلومات الاستخباراتية، يعزز قدراتهم على الاستمرار في القتال.
تعاون مع ميليشيات أخرى:
أشار التقرير أيضًا إلى أن الحوثيين قد تلقوا دعمًا من عناصر حزب الله والحرس الثوري الإيراني، مع انتقال بعض مقاتلي حزب الله من لبنان وسوريا إلى اليمن لتقديم التدريب ودعم العمليات العسكرية للحوثيين. كما عززوا وجودهم في العراق، حيث أنشأوا علاقات مع الميليشيات الشيعية المدعومة من إيران.
الضغط العسكري والتحديات المستقبلية:
بينما تواجه الحملة العسكرية الأمريكية تحديات واضحة، يتساءل التقرير عن قدرة الولايات المتحدة على المضي قدمًا في عملية عسكرية طويلة الأمد، في ظل الصعوبات الميدانية. فالتضاريس الجبلية في اليمن تجعل من الصعب على القوات الأمريكية القضاء على الحوثيين بشكل كامل من خلال الهجمات الجوية فقط.
في الختام يشير التقرير إلى أن الحوثيين في موقف غير مواتٍ حاليًا، لكنهم يعتمدون على تراجع اهتمام الولايات المتحدة بالحملة العسكرية طويلة الأمد، كما حدث في الحروب السابقة. وأوضح أن الحوثيين في الوقت الحالي قادرون على الاستمرار في القتال إذا لم تواجههم ضغوط عسكرية قوية.