تواصل الألغام التي زرعتها مليشيا الحوثي في صحراء الجوف وحصد أرواح المسافرين

تقارير

 

في إطار الحرب المستمرة في اليمن، أثرت العمليات العسكرية بشكل كبير على حياة المدنيين، بما في ذلك تهديدات جديدة على سلامة الطرق والممرات البرية.

من بين أبرز المخاطر التي تهدد حياة المسافرين في مناطق عدة في اليمن، تبرز الألغام الأرضية التي زرعتها مليشيا الحوثي في العديد من المناطق، وخاصة في صحراء اليتمة بمحافظة الجوف.

هذه الألغام، التي زرعها الحوثيون بشكل عشوائي وكثيف، تسببت في وقوع العديد من الحوادث الدموية، وأسفرت عن مقتل وإصابة العديد من المسافرين الذين لجأوا إلى هذه الطرق المستحدثة بعد أن تم قطع الطرق الرئيسية جراء النزاع.

 

تزايد خطر الألغام في صحراء اليتمة:

منذ اندلاع الصراع في اليمن في عام 2014، عانى العديد من المناطق من تصاعد خطير في استخدام الألغام الأرضية من قبل الأطراف المتنازعة.

محافظة الجوف، وخاصة صحراء اليتمة التي تعتبر إحدى مناطق الخطوط الأمامية بين الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً ومليشيا الحوثي، أصبحت واحدة من أكثر المناطق تضرراً جراء زراعة الألغام.

وعلى الرغم من أن هذه المنطقة كانت تستخدم في الماضي كطريق رئيسي لعبور المسافرين بين اليمن والسعودية، إلا أن العمليات العسكرية وقطع الطرق الرئيسية أجبرت العديد من المدنيين على البحث عن طرق بديلة للوصول إلى وجهاتهم.

الظروف الحالية في صحراء اليتمة، وخاصة بسبب الألغام، تفرض تهديداً كبيراً على أولئك الذين يسلكون هذه الطرق البديلة.

 تشير التقارير إلى أن الألغام التي زرعها الحوثيون في هذه المنطقة ليست موجهة فقط للأهداف العسكرية، بل تشمل بشكل عشوائي الطرق والمسارات التي يستخدمها المدنيون.

 

حصد الأرواح وتدمير حياة المدنيين:

الطرق البديلة التي لجأ إليها المسافرون في صحراء اليتمة بعد قطع الطرق الرئيسية أصبحت مليئة بالألغام التي حصدت أرواح العديد منهم.

تشير الإحصائيات إلى أن العديد من الحوادث التي وقعت على هذه الطرق أسفرت عن مقتل وإصابة عشرات الأشخاص، بما في ذلك نساء وأطفال، إثر انفجار الألغام الأرضية.

في بعض الحالات، كانت الحوادث تحدث في طرق غير مرئية للمسافرين أو لم تُنظف منها الألغام، مما يزيد من فرص الإصابة أو الوفاة.

يضاف إلى ذلك أن العديد من المواطنين في تلك المناطق لا يتوفر لهم الوعي الكافي بالتهديدات التي تشكلها الألغام الأرضية، ما يعرضهم لخطر أكبر.

 

تأثير الألغام على التنقل والتجارة:

علاوة على تهديد الأرواح، فإن الألغام التي زرعها الحوثيون في صحراء اليتمة تقيد حركة التنقل في المنطقة بشكل كبير، ما يؤثر بشكل مباشر على الاقتصاد المحلي والعلاقات التجارية بين المناطق.

على سبيل المثال، كانت الطرق التي تربط اليمن بالمملكة العربية السعودية عبر صحراء اليتمة تمثل شرياناً حيوياً للتجارة والنقل بين البلدين.

لكن الألغام قد عطلت حركة التجارة، ما أدى إلى نقص المواد الأساسية وارتفاع الأسعار.

وبالإضافة إلى ذلك، أدى تهديد الألغام إلى إغلاق العديد من المسارات التي يستخدمها المواطنون لنقل المواد الغذائية والمساعدات الإنسانية إلى مناطق شمال اليمن، ما يزيد من معاناتهم في ظل الأوضاع الإنسانية الصعبة التي تشهدها البلاد.

 

أهمية فتح الطرق الرئيسية المغلقة:

نظرا للمخاطر الكبيرة التي تشكلها الألغام على حياة المدنيين، تزداد الحاجة إلى فتح الطرق الرئيسية المغلقة بين المحافظات، خاصة تلك المرتبطة بالخط الدولي بين اليمن والسعودية.

فتح هذه الطرق من شأنه أن يساعد في تخفيف المعاناة الإنسانية ويسهم في تسهيل التنقل بين المناطق بشكل آمن.

إن إعادة فتح الطرق الرئيسية لن تكون فقط خطوة حيوية في استعادة الحركة الاقتصادية، بل أيضًا ضرورة إنسانية تسمح بوصول المساعدات الإنسانية إلى المناطق التي تضررت من الحرب.

هذه الطرق ستساعد في توفير المواد الغذائية، الأدوية، والمساعدات الأخرى للمواطنين في المناطق المنكوبة، خاصة في ظل الحصار المفروض على العديد من المناطق بسبب النزاع.

 

الحاجة الماسة للتوعية وإزالة الألغام:

إلى جانب فتح الطرق المغلقة، يتعين على الجهات المعنية تعزيز جهود إزالة الألغام وتوعية المواطنين بخطرها.

فقد أظهرت التقارير أن مساحات واسعة من الأراضي اليمنية لا تزال ملوثة بالألغام التي تهدد حياة المدنيين بشكل يومي.

وتحتاج جهود إزالة الألغام إلى المزيد من الدعم الدولي، سواء من خلال توفير المعدات اللازمة أو التدريب للكادر المحلي في كيفية التعامل مع هذه المخاطر، والتوعية بالمخاطر التي تشكلها الألغام أمر أساسي للحد من الحوادث.

وتلعب المنظمات الإنسانية دوراً مهماً في نشر هذه الوعي، ولكن هذه الجهود تحتاج إلى المزيد من الدعم لضمان وصول الرسائل إلى جميع المواطنين في المناطق المتضررة.

 

الخاتمة:

الألغام التي زرعتها مليشيا الحوثي في صحراء اليتمة تمثل تهديدًا مستمرًا لحياة المدنيين الذين لا حول لهم ولا قوة، والذين اضطروا لاستخدام الطرق البديلة بعد إغلاق الطرق الرئيسية.

وعلى الرغم من الجهود المبذولة في إزالة الألغام، فإن هذه المنطقة لا تزال تشهد العديد من الحوادث المأساوية.

ومن هنا، تصبح الحاجة لفتح الطرق الرئيسية المغلقة، وتوفير الأمان للمسافرين، ضرورة إنسانية وأمنية لا غنى عنها.

كما يجب تكثيف الجهود لإزالة الألغام وتوعية المجتمع بمخاطرها للحفاظ على حياة المدنيين وضمان تنقلهم بشكل آمن في المستقبل.