تصاعد التوتر في مطار سقطرى بعد قرار تسليمه لشركة إماراتية وسط احتجاجات الموظفين

تقارير

 

سقطرى – اليمن | شهد مطار سقطرى الدولي، الواقع في محافظة أرخبيل سقطرى جنوبي اليمن، توترا جديدا على خلفية قرار تسليم تشغيله لشركة إماراتية، ما أثار احتجاجات واسعة من قبل موظفي المطار الذين يطالبون بضمان حقوقهم قبل تسليم إدارته.

 

اتفاق مؤقت لوقف التصعيد

قال مصدر في مطار سقطرى إن المحتجين اتفقوا مع المحافظ، رأفت الثقلي، على إيقاف التصعيد مؤقتًا، مع بقاء الوضع الحالي في المطار حتى يتم التوصل إلى اتفاق يضمن حقوق الموظفين.

وأضاف المصدر، الذي فضل عدم الكشف عن هويته، أن المحتجين نفذوا وقفة احتجاجية الاثنين، ومنعوا إقلاع طائرة تابعة لشركة المثلث الشرقي، في خطوة تعكس رفضهم لتسليم إدارة المطار للشركة الإماراتية.

وأكد المصدر أن الاجتماع بين الموظفين والمحافظ خلص إلى التزام السلطة المحلية بإبلاغ الموظفين بأي تغييرات قد تجريها الشركة، بما في ذلك إدخال معدات جديدة، لضمان التوصل إلى اتفاق يحفظ حقوقهم قبل تسليم الإدارة رسميًا.

 

رفض وتنديد واسع

أثار قرار تسليم المطار لشركة إماراتية موجة رفض واسعة، حيث أصدرت الهيئة العامة للطيران المدني والأرصاد بصنعاء، الخاضعة لسيطرة الحوثيين، بيانا نددت فيه بالقرار، معتبرة إياه “انتهاكا صارخا للسيادة الوطنية”.

 

من جهتها، أصدرت نقابات موظفي الطيران المدني والأرصاد بيانا رفضت فيه ما وصفته بـ”تسليم مطار سقطرى دون أي مسوغ قانوني”، مؤكدة أن ذلك يمثل “انتهاكا لسيادة البلاد”.

كما طالب مؤتمر سقطرى الوطني الحكومة اليمنية بإعادة النظر في القرار وتمكين أبناء الجزيرة من إدارة مرافقهم الحيوية.

 

السلطة المحلية ترحب بالاستثمار

في المقابل، دافع محافظ سقطرى، رأفت الثقلي، عن القرار، مشيرا إلى أن السلطة المحلية ترحب بالاستثمارات التي تساهم في تطوير المطار وتعزيز فرص التنمية في المحافظة، مؤكدا أن الشركة الإماراتية حصلت على موافقة مبدئية من وزارة النقل وهيئة الطيران المدني، لكن لم يتم توقيع اتفاق رسمي بعد.

 

أبعاد التوتر ودور الإمارات

تمتلك شركة المثلث الشرقي طائرة خاصة تعمل على نقل موظفيها بين جزيرتي سقطرى وعبدالكوري، حيث تنفذ الشركة مشاريع إنشائية لصالح قاعدة عسكرية إماراتية، وفق مصدر في المطار.

وتسيطر قوات المجلس الانتقالي الجنوبي المدعومة من أبوظبي على سقطرى منذ يونيو 2020، في ظل صراع نفوذ بين الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا والمجلس الانتقالي المدعوم إماراتيا.

 

سقطرى.. موقع استراتيجي ونزاع متصاعد

يُعد أرخبيل سقطرى المحافظة اليمنية رقم 22، ويحتل موقعا استراتيجيا عند نقطة التقاء المحيط الهندي والبحر العربي، وهو مدرج ضمن قائمة التراث الطبيعي العالمي لمنظمة يونسكو منذ عام 2008.

وتتصاعد المخاوف من أن تؤدي السيطرة الإماراتية على المطار إلى تعزيز نفوذ أبوظبي في المنطقة، ما قد يفاقم التوترات المحلية والإقليمية.