إيران مستمرة في دعم الحوثيين.. لا رؤية للسلام في اليمن وسط تعقيدات إقليمية ودولية

تقارير

في تصريحات تعكس تعقيد المشهد اليمني واستمرار حالة عدم الاستقرار، استبعد وزير الخارجية اليمني، شايع الزنداني، التوصل إلى سلام في اليمن في المستقبل القريب، مؤكداً أن البلاد لا تزال تعيش في ظل حرب مفتوحة، بينما تواصل إيران تقديم دعمها لمليشيا الحوثي، ما يعرقل أي جهود جادة لإنهاء الصراع المستمر منذ أكثر من عقد.

الدعم الإيراني.. حجر عثرة أمام التسوية

وفي مقابلة مع صحيفة ذا ناشيونال، أكد الزنداني أن “لا رؤية للسلام” في ظل استمرار إيران في مد الحوثيين بالدعم العسكري والاستخباراتي، مشيرًا إلى أن طهران، رغم تراجع نفوذها في سوريا وضعف حلفائها في لبنان، لا تزال متمسكة بالملف اليمني باعتباره جزءًا من استراتيجيتها الإقليمية.

وأوضح الوزير اليمني أن الحوثيين نجحوا في الحفاظ على سلطتهم شمال البلاد بفضل الدعم الإيراني، الذي لم يقتصر على تزويدهم بالأسلحة فحسب، بل شمل أيضًا الخبرات التقنية والتدريب العسكري والاستخباراتي، ما منحهم القدرة على مواصلة القتال وتهديد الأمن الإقليمي.

وقال الزنداني، خلال مشاركته في منتدى اليمن الدولي في العاصمة الأردنية عمّان يوم الاثنين، إن “إيران تُحكم قبضتها على اليمن ولن تتخلى عنها بسهولة، ولن يتوقف دعمها للحوثيين إلا إذا أُجبرت على ذلك تمامًا”.

هدنة هشة وحرب لم تنتهِ

ورغم التراجع الملحوظ في العمليات العسكرية منذ الهدنة التي أُعلنت في أبريل/ نيسان 2022، والتي انتهت في أكتوبر/ تشرين الأول من العام نفسه، إلا أن الوزير اليمني يؤكد أن “الحرب لا تزال مستمرة”.

وأضاف: “نعم، هناك وقف لإطلاق النار، لكن اليمنيين لا يزالون يعانون يوميًا من تبعات الحرب، ولا توجد مؤشرات فعلية على اقتراب السلام”.

ويأمل الجانب اليمني في تعزيز العلاقات مع الدول الإقليمية، في محاولة لتنسيق الجهود الدبلوماسية التي قد تخدم مصالح البلاد وتخفف من وطأة الصراع.

اتفاق سلام كاد أن ينهار

وذكرت صحيفة ذا ناشيونال أن نهاية العام الماضي شهدت تحركات دبلوماسية مكثفة نحو اتفاق سلام كان من المفترض أن ينهي الحرب في اليمن بوساطة سعودية، إلا أن تصعيد الحوثيين الأخير، وخصوصًا استهدافهم السفن في البحر الأحمر، أعاق توقيع الاتفاق، ما جعل احتمالات نجاحه ضعيفة.

وتُعد الهجمات الحوثية على الممرات البحرية الدولية مصدر قلق عالمي، إذ دفعت بعض القوى الدولية إلى التفكير في اتخاذ إجراءات أكثر صرامة ضد الجماعة، وهو ما قد يزيد من تعقيد الأزمة اليمنية بدلًا من حلها.

اليمن.. عقد من الصراع بلا حلول واضحة

ويشهد اليمن منذ أكثر من عشر سنوات حربًا دامية بين الحكومة اليمنية، المدعومة من تحالف عسكري بقيادة السعودية، ومليشيا الحوثي المدعومة من إيران، وذلك منذ انقلاب الحوثيين على السلطة في عام 2014 وسيطرتهم على العاصمة صنعاء وعدة محافظات أخرى.

وفي ظل غياب رؤية واضحة للحل، وتواصل الدعم الإيراني للحوثيين، تبقى آفاق السلام في اليمن بعيدة المنال، فيما يظل المدنيون يدفعون الثمن الأكبر لهذا الصراع المستمر.