دمشق – في لحظة وُصفت بأنها مفصلية في تاريخ سوريا، أعلن العقيد حسن عبد الغني، الناطق باسم إدارة العمليات العسكرية، اليوم الأربعاء، بيانًا سُمي “بيان إعلان انتصار الثورة السورية”، خلال اجتماع موسع للفصائل العسكرية والثورية في قصر الشعب بدمشق، بحضور قائد الإدارة السورية الجديدة، أحمد الشرع، الذي تقرر تولّيه رئاسة الجمهورية العربية السورية خلال المرحلة الانتقالية.
قرارات حاسمة لإنهاء عهد النظام السابق
وجاء في البيان جملة قرارات اعتُبرت بمثابة قطيعة تامة مع النظام السابق، حيث تم الإعلان عن:
• حل مجلس الشعب المُشكَّل في عهد النظام البائد، وإلغاء اللجان المنبثقة عنه.
• حل جيش النظام السابق، وإعادة بناء الجيش السوري على أسس وطنية.
• تفكيك جميع الأجهزة الأمنية التابعة للنظام السابق، وإنشاء مؤسسة أمنية جديدة لحفظ أمن المواطنين.
• حل حزب البعث العربي الاشتراكي وأحزاب الجبهة الوطنية التقدمية، وإعادة جميع أصولها إلى الدولة السورية.
• تفكيك كافة الفصائل العسكرية والأجسام السياسية والمدنية الثورية ودمجها في مؤسسات الدولة.
الشرع: سوريا تدخل مرحلة البناء بعد التحرير
وفي كلمته عقب الاجتماع، شدد الرئيس الانتقالي أحمد الشرع على أن الأولوية في هذه المرحلة تكمن في “ملء فراغ السلطة، والحفاظ على السلم، وإعادة بناء مؤسسات الدولة، والعمل على تأسيس بنية اقتصادية متينة”.
وأضاف الشرع: “كما عزمنا في السابق على تحرير سوريا، فإن الواجب اليوم هو العزم على بنائها وتطويرها”، مؤكدًا أن “النصر تكليف بحد ذاته، فمسؤولية المنتصرين عظيمة، ومهمتهم ثقيلة”.
وأشار إلى أن الحروب غالبًا ما تترك الخراب وسفك الدماء، إلا أن “نصر سوريا تحقق بملء الرحمة والعدل”، وفق تعبيره، في إشارة إلى رؤية القيادة الجديدة لمرحلة انتقالية تستند إلى مبدأ العدالة والمصالحة الوطنية.
إعلان الثامن من كانون الأول يومًا وطنيًا
كما أعلن البيان أن يوم الثامن من كانون الأول/ ديسمبر سيُعتمد سنويًا يومًا وطنيًا تحت مسمى “يوم انتصار الثورة السورية”، ليكون شاهدًا على لحظة مفصلية في تاريخ البلاد، حيث انتقلت من عهد الاستبداد إلى عهد جديد، تسوده رؤية لإعادة بناء سوريا على أسس ديمقراطية ووطنية.
ملامح المرحلة القادمة
ويرى مراقبون أن هذه الخطوات تمثل بداية مرحلة انتقالية محفوفة بالتحديات، في ظل تعقيدات المشهد السوري وتداخلات القوى الإقليمية والدولية. ويبقى السؤال الأهم: هل ستتمكن الإدارة الجديدة من ترسيخ الاستقرار وإعادة بناء الدولة السورية، أم أن البلاد ستواجه عقبات في طريق التحول السياسي؟