من متطوعة في إدارة وإنجاح المراكز الصيفية على مستوى المدرسة والجامعة بمديرية الشمايتين بمحافظة تعز، إلى مديرة مكتب الثقافة في المديرية، هيام التركي، وهي أول امرأة تتولى منصب مديرة مكتب الثقافة في المديرية.
تلقت هيام تعليمها الأساسي والثانوي في مدينة التربة، وبدأت مشاركاتها الثقافية مبكراً، حيث شاركت بإنجاز العديد من المجلات الحائطية والمسابقات الثقافية والمعرفية، إضافة إلى المشاركة في معارض الرسم والزخرفة ضمن برامج المراكز الصيفية التي كانت تقام في مدرستها.
حبها للغة والأدب والشعر جعلها تلتحق بكلية الآداب قسم لغة عربية بجامعة تعز، وحصلت على شهادة ليسانس آداب عربي عام 2010، كما أنها حاصلة على شهادة دبلوم إدارة تنمية من معهد العلوم الإدارية والمحاسبة بصنعاء.
العمل مع السلطة المحلية
في العام 2012، انتقلت هيام للعمل في مقر السلطة المحلية وتم تكليفيها كمختصة في قسم الفنون والمسرح بجانب زملائها الآخرين ”لم يكن لدينا مكتب في ذلك الوقت، واستطعت بجهود ذاتية الحصول على مقر للمكتب وتوفير الأثاث اللازم، واستمريت في عملي لمدة 3 سنوات“ تتحدث هيام لمنصتي30
في العام 2015، تم تعيينها مديرة لمكتب الثقافة بمديرية الشمايتين ”من هنا كانت البداية لانطلاقي كقيادية مشاركة في صانعة القرار، وهي المرحلة التي برز فيها نشاطي بشكل أكبر“، تتابع حديثها.
موسم الحصاد
برغم من الإمكانيات الشحيحة جداً عملت هيام بكل جهدها لإنعاش الجانب الثقافي في المديرية متحدية ظروف الحرب، تقول هيام، ”عملت في المكتب المكون من 3 موظفين إداريين إلى جانب العديد من الموهوبين والمبدعين في المبادرات الشبابية خلال فترة الحرب في محاولة لإنعاش الجانب الثقافي بالمديرية من خلال تنفيذ الفعاليات الثقافية والفنية المتنوعة، مثل مهرجانات الأعياد الوطنية والمناسبات السنوية، بالإضافة إلى تنفيذ دورات تدريبية في مجال الفنون التشكيلية والموسيقى والحرفية، وتدريب الشباب في تنفيذ الأنشطة الثقافية“.
كما تم إبراز الكثير من المواهب والمبدعين والشباب في المبادرات الشبابية وتقديمهم للمجتمع من خلال تنمية قدراتهم أو إشراكهم في الفعاليات الثقافية والفنية.
وتضيف: ”قدم فريق مكتب الثقافة بالمديرية مشاركات مميزة وناجحة في المهرجانات المحلية والدولية، بما في ذلك مهرجان التراث والشعوب، بتمثيل محافظة تعز، حيث حصل على المركز الأول وحظي بالنجاح المتميز من بين عدة فرق مشاركة مثلت محافظات ودول“.
كما تم تفعيل النشاط الإداري في مكتب الثقافة بالمديرية، حيث تم العمل على الرقابة على المصنفات الفنية وتحصيل الإيرادات من المحلات التي تقدم خدمات معرفية تحت إشراف المكتب، وأسفرت الجهود عن توفير قاعدة بيانات للمحلات ومنح تراخيص مزاولة مهنة لـ 35 محل خدمات معرفية لأول مرة في المديرية، بالإضافة إلى تحسين مستوى الإيرادات المحلية، حد قولها.
خلال فترة عملها كمديرة لمكتب الثقافة، شاركت هيام ضمن فريق السلطة المحلية لإعداد البرامج والخطط الاستراتيجية للمديرية، كان آخرها خطة التعافي 2022م، بحسب هيام.
توضح هيام: ”استطعنا من خلال الخطة تضمين احتياجات مختلف القطاعات بما فيها قطاع تنمية المرأة والتركيز فيها على برامج ومشاريع الحماية، وبناء القدرات للنساء وتعزيز مشاركتها بشكل أكبر، والتمكين الاقتصادي والتوعية والدعم النفسي والتعليم كأولويات ملحة توائم مع احتياجات النساء في ظل الصراعات والحروب“.
صعوبات وتحديات
قبل توليها منصب مديرة مكتب الثقافة، واجهت هيام مجموعة من التحديات والصعوبات، أولها أن بيئة العمل لم تكن مشجعة كثيراً لعمل النساء في مراكز صنع القرار حيث أن كادر السلطة المحلية غالبيتهم من الذكور، بحسب هيام.
ومن التحديات التي واجهتها عدم اعتماد موازنات تشغيلية للإدارات التي تديرها نساء في السلطة المحلية، مما يؤثر على مستوى أدائهن ونجاحهن، الأمر الذي جعلها تتردد كثيراً في قبول المنصب، بحسب قولها.
بعد توليها منصبها، واجهت تحديات جديدة، حيث لم يكن هناك أي إدارة سابقة تحتوي على وثائق أو لوائح أو برامج وخطط يمكن الاعتماد عليها لتحسين أداء المكتب.
مضيفة:”البيئة التحتية كانت ضعيفة للغاية، حيث يفتقر المكتب إلى مركز ثقافي لتنظيم وإقامة الفعاليات الثقافية والفنية، ما يجعله يلجأ إلى تنفيذ هذه الفعاليات في أماكن غير آمنة خصوصاً للنساء و الأطفال، كقاعة المجمع الحكومي، وغير ذلك“.
ومن أهم التحديات التي واجهتها هيام في عملها بمكتب الثقافة هي شحة الكوادر والمواهب النسائية في مجال المسرح والغناء والإنشاد، حيث يتم الاستعانة بالموهوبات من المدارس واللاتي يتوقفن عن المشاركة في سن معين بسبب العادات والتقاليد وثقافة المجتمع السائدة حول عمل المرأة في الجانب الثقافي والفني.