أعلنت نقابة المعلمين اليمنيين، رصدها لمقتل وإصابة أكثر من 3500 معلم بأيدي مسلحي ميليشيات الحوثي الإرهابية خلال ست سنوات، فيما حذرت من خطورة تسييس الميليشيا للتعليم على مستقبل البلاد.
جاء ذلك في تقرير جديد يوثق الجرائم والانتهاكات التي ارتكبتها ميليشيات الحوثي بحق التعليم والمعلمين في المناطق الخاضعة لسيطرتها منذ انقلابها عام 2014م حتى العام الجاري 2021م.
وقال التقرير، إن (1579) معلماً وإدارياً في قطاع التعليم تعرضوا للقتل على أيدي مسلحي مليشيا الحوثي، من بينهم (81) مدير مدرسة، و(1497) من المعلمين، وأن (2642) معلماً تعرضوا لإصابات مختلفة على أيدي الحوثيين، نتج عن بعضها إعاقات مستديمة.
وأضاف التقرير إلى أن ميليشيا الحوثي أصدرت قرارات إعدام بحق (10) من المعلمين، بينهم نقيب المعلمين بأمانة العاصمة، سعد النزيلي، وخالد النهاري مدير مدرسة، إضافةً إلى (8) طلاب آخرين، وذلك بعد أن قامت باختطافهم والزج بهم في معتقلاتها.
ولفت التقرير إلى تعرض (621) معلماً للاختطاف والإخفاء القسري في مختلف محافظات البلاد، واحتلت محافظة الحديدة المرتبة الأولى من حيث العدد الأكبر من المعلمين المختطفين.
وأشار التقرير، إلى أن "(14) معلماً ماتوا تحت التعذيب في أقبية سجون ميليشيا الحوثي، وكان أول معلم توفي تحت التعذيب حتى الموت بعد الانقلاب الحوثي مباشرةً المعلم صالح البشري، وتلاحقت الحالات حتى وصلت 14 حالة وفاة".
ويلفت التقرير إلى أن "ميليشيا الحوثي تسببت بتهجير أكثر من (20 ألف معلم) بعد تعرضهم للتهديدات والملاحقات، ما جعلهم يضطرون لترك أعمالهم ومنازلهم وأقاربهم، والنزوح إلى محافظات أخرى لضمان أمن سلامتهم".
كما ذكر التقرير أن ميليشيا الحوثي تسببت بقطع رواتب 60% من إجمالي العاملين في القطاع التربوي والبالغ عددهم (290) ألف موظف وموظفة، لم يحصلوا على رواتبهم منذ ثلاث سنوات من شهر سبتمبر 2017م. وأشار التقرير إلى أن الانقلاب الحوثي تسبب في حالة من الفقر المدقع في صفوف المعلمين، دفعت البعض منهم للانتحار بسبب ضيق العيش.
في سياق أخر، قالت نقابة المعلمين اليمنيين إنها رصدت (5476) فعالية أقامتها المليشيا الحوثية للتعبئة العسكرية والطائفية في مدارس العاصمة صنعاء خلال 47 يوماً فقط منذ فبراير الماضي (2021).
مخاطر فكرية مفزعة
إلى ذلك حذر المسؤول الإعلامي لنقابة المعلمين اليمنيين يحيى اليناعي، من أن انتهاكات مليشيا الحوثي بحق التعليم تشكل مخاطر فكرية مفزعة.
وقال اليناعي في حوار مع صحيفة "26 سبتمبر"، الأربعاء، إن "تسييس الحوثي للتعليم والمناهج يشكل مخاطر فكرية مفزعة من شأنها أن تعمق الفجوة الثقافية في اليمن، وأن تنتج جيلا من ملايين الأطفال المحاصرين بثقافة العنف والكراهية والأفكار المذهبية".
ولفت إلى أن "هذا الجيل سيكون مأساة اليمن في المستقبل، إن لم يتوقف الحوثي عن توظيف التعليم لمصالحه السلالية والعسكرية".
وأضاف، أن "التعليم في صنعاء وما حولها بات جزءا من الحرب ورافدا ثريا لها، ولم تعد المدارس هناك معنية بالعلم والمعرفة والحياة والسلم، بقدر ما أصبحت ساحة للتعبئة المذهبية والعنصرية وأداة للحشد وتجنيد الصغار".
وأوضح اليناعي، أن الحوثي يوظف قطاع التعليم لتنشئة جيل مؤمن بفكر جماعته، كمحاولة للسيطرة على المجتمع بعد أن سيطر على السلطة بالقوة، ويراهن على التعليم لتغيير التركيبة السكانية لصالحه، وصناعة ما يسمى في المشروع الإيراني التوسعي بـ"مجتمع الحرب" بما يؤسس لصراع أهلي طويل المدى.
وأشار إلى أن خطوات التمدد الإيراني في اليمن والمنطقة، بدأت من توظيف عقيدة المذهب وتراث الطائفة لاختراق العمق العربي، والترويج لـ"ولاية الفقيه"، وتطويع النصوص الدينية لخدمة المشروع الإيراني التوسعي القائم على فكرة الاستحقاق التاريخي وأوهام استعادة الإمبراطورية الفارسية.
وتابع: "أجرت مليشيا الحوثي 187 تعديلا إضافيا على مناهج العام الدراسي الحالي (2020/2021م)، بعد أن كانت قد أجرت 234 تعديلا في الأعوام الفائتة على مناهج المرحلتين الأساسية والثانوية في مناطق سيطرتها".
ودعا اليناعي في ختام حديثه، الجميع في اليمن وفي المملكة والمنطقة العربية كافة إلى منح قطاع التعليم في مناطق سيطرة مليشيا الحوثي أهمية قصوى، والعمل بجدية واهتمام لإيقاف تسييس الحوثي للتعليم.
وأشار إلى أنه يوجد في مناطق سيطرة المليشيات أكثر من 3 ملاين طالب وطالبة، معرضين لخواطر وكوارث مستقبلية نتيجة مساعي مليشيا الحوثي لغرس أفكارها الطائفية في عقولهم.