في المشهد السياسي اليمني الذي يشهد تحولات عميقة، ويشكل اختيار الدكتور أحمد عبيد بن دغر رئيسًا لتكتل الأحزاب اليمنية خطوة مهمة، ولا يأتي هذا التوافق في ظل غياب الخيارات، بل يعكس رؤية جماعية اتفقت فيها الأطياف السياسية على شخصية ذات خبرة عميقة، ومكانة سياسية متينة في مسار العمل الوطني.
أحد الأسباب الرئيسية لاختيار بن دغر هو تاريخه السياسي الطويل الذي يمزج بين الحنكة الإدارية والعلاقات المتوازنة مع مختلف الأطراف.
فقد تولى بن دغر مناصب حساسة في الدولة، أبرزها رئاسة الحكومة، وتمكن خلالها من إدارة ملفات معقدة في ظروف استثنائية كانت تمر بها البلاد.
قدرة بن دغر على التواصل مع الأطراف المختلفة، والعمل على تقريب وجهات النظر، تجعله الشخص المناسب في هذا التوقيت الذي يتطلب توافقاً وطنياً حقيقياً.
تكتل الأحزاب بحاجة إلى قائد يعي أهمية التوازن بين المصالح السياسية المختلفة، والدكتور بن دغر أثبت خلال مسيرته قدرته على القيام بهذا الدور، فهو يتمتع بقبول واسع من الأطياف السياسية المختلفة، سواء من الأحزاب الكبرى أو من القوى المحلية، نظراً لمواقفه المعتدلة التي تسعى لتقديم مصلحة اليمن فوق أي اعتبار آخر.
إلى جانب ذلك، يعتبر بن دغر شخصية تمتاز بمرونة سياسية جعلته قادراً على التكيف مع التغيرات الكبيرة في المشهد اليمني، وفي ظل التحديات التي تواجه الأحزاب، بات من الضروري اختيار قائد يمتلك رؤية واضحة لمستقبل اليمن، ويملك القدرة على قيادة الحوار الوطني وتوحيد الجهود لمواجهة الأزمات السياسية والاقتصادية.
إن اختيار الدكتور أحمد عبيد بن دغر ليس مجرد قرار حزبي، بل هو إجماع على أن البلاد في حاجة إلى شخصية سياسية ناضجة قادرة على دفع عجلة الحوار السياسي وبناء جسور التواصل بين مختلف القوى الفاعلة.