من بينها تضخم في أعداد المُعيَّنِين من خارج الخارجية.. ملفات صعبة أمام وزير الخارجية الزنداني
في السابع والعشرين من مارس 2024، عيّن رئيس مجلس القيادة الرئاسي وزيرًا للخارجية.
تعيين الدكتور شايع محسن الزنداني وزيرًا للخارجية لقي ترحيبًا كبيرًا في أوساط اليمنيين، فقد شغل الزنداني منصب سفير اليمن لدى السعودية منذ العام 2017، حتى تاريخ تعيينه وزيرًا للخارجية، وخلال فترة عمله في السفارة اليمنية بالرياض لمس المغتربون اليمنيون إصلاحات كثيرة في عمل السفارة لم تكن متوفرة في عهد سابقيه منها:
• زيادة عدد نوافذ استقبال المراجعين بحيث يتسنَّى للمواطن إنجاز معاملته خلال دقائق محدودة.
• تخصيص نافذة للشكاوى والاستفسارات في موقع السفارة، ويتم الإجابة والتوضيح أولاً بأول.
• تنظيم العمل في السفارة من بداية دخول المراجعين حسب الموعد إلى إنجاز معاملاتهم بالترتيب عبر الأرقام ثم إبلاغهم برسائل هاتفية بإتمام معاملاتهم ثم إيصالها إليهم عبر البريد السريع في مقار عملهم، ونظام المواعيد هو حالة متقدمة.
• تكليف السفارة بمراجعة أقسام الشرطة وأماكن الموقوفين في الجهات المختصة بالمملكة خدمةً للمواطنين، وتوجد لجان متخصصة بالنزول الميداني إلى كل مكان في المملكة لإجراء المعاملات القنصلية وتوصيلها للمواطنين مجانًا.
• تفريغ موظفين بالسفارة لزيارة السجون وأماكن التوقيف.
وسبق للدكتور شايع الزنداني أن عمل نائبًا لوزير الخارجية في أوقات سابقة، وسفيرًا لليمن لدى بريطانيا وإيطاليا والأردن، وسفيرًا غير مقيم لدى اليونان وألبانيا وصربيا.
عقبات تقف أمام الوزير الزنداني
وعلى طاولة الوزير الزنداني ملفات كثيرة شائكة، وتحديات كبيرة، لكن الخبرة الطويلة للدكتور جعلت الكثير يراهنون على جدارته وقدرته في إصلاح نظام الخارجية الذي تمَّ العبث به خلال سنوات الحرب، وأفسدت النظام الذي تفرَّدت به الخارجية بدءاً بالتعيينات من خارج الوزارة دون أي معايير وليس انتهاء بعشرات المتقاعدين من السفراء الذين مضى على تعيينهم في السفارات فترات كثيرة، وكذا القادمين من وزارات أخرى المعينين في سفارات اليمن في الخارج.
كما أن هناك إشكالية تتعلق بحرمان موظفي الخارجية من حقهم في الترقيات والتعيين في الخارج رغم استحقاقهم ذلك وفقًا لقانون السِّلْك الدبلوماسي.
ومن الإشكاليات التي يواجهها الوزير الزنداني في الخارجية اليمنية تضخمُ عدد السفراء حيث بلغ عددهم 270 سفيرًا في الوقت الذي تحتاج الدولة فيه إلى نحو 60 سفيرًا على أبعد تقدير، ومن بين الكم الكبير هناك فقط 16 سفيرًا من المؤهلين في الخارجية، وآخرين بلغوا سن التقاعد.
كما أنَّ هناك فسادًا ومخالفاتٍ ارتُكِبت خلال السنوات الماضية في تعيين أبناء وأقارب مسئولين في السلك الدبلوماسي والملحقات والبعثات الخارجية.
وكان رئيس مجلس القيادة الرئاسي رشاد العليمي قد وجَّه في ديسمبر من العام 2023 الحكومة، ممثلةً بوزارة الخارجية، بحصر أبناء وأقرباء المسئولين من الدرجة الأولى المُعيَّنِين في السِّلْك الدبلوماسي والملحقيات والبعثات من خارج قوام وزارة الخارجية، وإحالتهم إلى الخدمة المدنية، لكنْ إلى اليوم لم يحدث شيء من ذلك.
كما أنَّ الخارجية اليمنية إلى اليوم لم تتمكن من ربط سفاراتها في الخارج بنظام إلكتروني يُمكِّنها من التراسل مع السفارات، ويتيح لها التواصل فيما بينها فلا تزال السفارات تعتمد على مجموعات الواتساب والبريد الإلكتروني.
المتابع لشأن الخارجية اليمنية يلحظ خطوات متقدمة، تصب في طريق تصحيح مسار الخارجية، من خلال التحركات التي قام بها الوزير الزنداني، وتوجيهه الوزارة باستدعاء الكادر الذي ظل لسنوات عبئًا على الوزارة في الخارج، وانتهت فترات عملهم، كما أن الزيارات الخارجية التي يقوم بها الوزير أعادت للوزارة فاعليتها، فهي من تمثل الجمهورية اليمنية أمام الخارج، وتعكس الوجه المشرق للبلاد.