غارات سعودية في حضرموت وقرارات سيادية بإنهاء الوجود الإماراتي

تقارير

 

دخلت محافظة حضرموت طورًا جديدًا من التصعيد، بعدما شنّ الطيران الحربي السعودي، فجر اليوم، غارات جوية عنيفة استهدفت أرتالًا عسكرية تابعة لمليشيا المجلس الانتقالي، كانت في طريقها إلى وادي خرد عبر طريق العكدة. وأكدت مصادر محلية سقوط عشرات القتلى والجرحى في صفوف المليشيا، في ضربة وُصفت بأنها حاسمة لمنع فرض واقع عسكري بالقوة.

قرارات سيادية بدعم سعودي وعقب التطورات الميدانية، أصدر رئيس مجلس القيادة الرئاسي رشاد العليمي حزمة قرارات سيادية شملت إلغاء اتفاقية الدفاع المشترك مع دولة الإمارات، وإلزام قواتها بمغادرة الأراضي اليمنية خلال 24 ساعة، إلى جانب تكليف قوات درع الوطن بتسلّم المعسكرات في محافظتي حضرموت والمهرة. وفي هذا السياق، شددت وزارة الخارجية السعودية على ضرورة التزام الإمارات بالقرار اليمني، ووقف أي دعم عسكري أو مالي لأي تشكيلات خارج إطار الدولة، مؤكدة دعمها الكامل للشرعية ووحدة اليمن وأمنه.

تحشيد ميداني وقمع مدنيين ميدانيًا، واصلت مليشيا الانتقالي تحشيدها العسكري في عدد من مناطق حضرموت، وفرضت حصارًا على مديريات غيل بن يمين والشحر، بالتزامن مع قمع احتجاجات شعبية في مدينة المكلا، خرجت رفضًا للتصعيد والانتهاكات بحق المدنيين.

انتهاكات موثقة وفي السياق ذاته، كشف تقرير حقوقي عن عشرات الانتهاكات التي ارتكبتها المليشيا، شملت القتل والخطف والاعتداء على الممتلكات العامة والخاصة، موثقًا نحو 600 انتهاك، إلى جانب نهب عشرات المنازل وترويع السكان.

اتهامات مباشرة للإمارات سياسيًا، اتهم رئيس مجلس القيادة الرئاسي دولة الإمارات بدعم التمرد والعمل ضد مصالح اليمنيين، واستهداف وحدة البلاد واستقرارها، مؤكدًا وصول شحنات أسلحة قادمة من ميناء الفجيرة لدعم التصعيد في حضرموت والمهرة، واصفًا تحركات المجلس الانتقالي بالتمرد المرفوض الذي لا يمكن تبريره.

اصطفاف وطني واسع وأعلنت الحكومة، ووزارات الداخلية والدفاع، وهيئة الأركان، ومجلس الدفاع الوطني، والسلطة المحلية بحضرموت، وحلف قبائل حضرموت، ومجلس حضرموت الوطني، ومجلس المقاومة الشعبية، تأييدهم الكامل لقرارات رئيس مجلس القيادة، مؤكدين الجاهزية لتنفيذ المهام الدستورية، وحماية المدنيين، ومنع الفوضى.

تحرك للتحالف واستهداف شحنات سلاح وفي تطور لافت، أعلن التحالف العربي بقيادة السعودية تنفيذ عملية جوية محدودة استهدفت معدات وأسلحة عسكرية أُدخلت بشكل غير قانوني إلى ميناء المكلا، مؤكدًا منع أي دعم عسكري من أي دولة لأي طرف يمني دون تنسيق مع الحكومة الشرعية.

أبعاد التصعيد ويرى مراقبون أن الغارات السعودية جاءت ضمن مسار أوسع لإعادة ضبط المشهد الأمني في حضرموت، ومنع انزلاقها إلى مربع الفوضى أو تحويلها إلى ساحة صراع إقليمي، مؤكدين أن الرسالة الأساسية تمثلت في حسم الموقف تجاه أي تحركات مسلحة خارج إطار الدولة.

حضرموت بين السيادة والفوضى وتكتسب حضرموت أهمية استراتيجية باعتبارها عمقًا جغرافيًا واقتصاديًا، ما يجعل أي محاولة للسيطرة عليها بالقوة تهديدًا مباشرًا لوحدة اليمن واستقراره، وسط مخاوف من فرض ترتيبات أحادية تعيد إنتاج الصراع.

الشارع الحضرمي والمرحلة المقبلة وتعكس الاحتجاجات الشعبية تصاعد الرفض لعسكرة المحافظة، في ظل قلق متزايد من اتساع دائرة الانتهاكات وتدهور الأوضاع المعيشية، فيما تترقب الأوساط السياسية تحركات ميدانية لإعادة الانتشار العسكري وفرض سلطة الدولة.

خلاصة المشهد بين الغارات الجوية والقرارات السيادية، تتشكل معادلة جديدة في حضرموت عنوانها استعادة الدولة وهيبة مؤسساتها، بدعم سعودي واضح واصطفاف وطني واسع، مع ترقب لما ستسفر عنه الأيام المقبلة على مسار الصراع في المحافظة واليمن عمومًا.