تصعيد خطير في حضرموت مداهمات وانتشار عسكري وغارات سعودية تحذيرية

تقارير

شهدت محافظة حضرموت، خلال الساعات الماضية، تصعيداً ميدانياً غير مسبوق، تمثل في مداهمات نفذتها مليشيا المجلس الانتقالي لعدد من منازل المواطنين بمديرية غيل بن يمين، بالتزامن مع مواجهات مسلحة مع القبائل وتحشيد عسكري واسع شمل عدة مواقع داخل المديرية ومحيطها.

وأفادت مصادر محلية بأن عناصر تابعة للانتقالي داهمت منازل مواطنين في غيل بن يمين، وسط حالة من التوتر والغضب الشعبي، في وقت تتواصل فيه الاشتباكات بين مجاميع مسلحة تابعة للانتقالي وأفراد من حلف قبائل حضرموت، رفضاً لتمركز القوات المستقدمة من خارج المحافظة وفرض وجودها بالقوة.

وفي خضم هذا التصعيد، شن سلاح الجو السعودي ضربة تحذيرية قرب معسكرات لمسلحي الانتقالي في حضرموت، في رسالة عسكرية واضحة تهدف إلى منع التصعيد ووقف التحركات العسكرية التي تهدد استقرار المحافظة. وأظهرت مقاطع مصورة متداولة لحظة تنفيذ القصف التحذيري، دون تسجيل خسائر بشرية.

وكانت مناطق وادي نحب وغيل بن يمين قد شهدت، في وقت سابق، تحركات مكثفة للطيران السعودي، إلى جانب طلعات جوية متواصلة فوق الشريط الساحلي لمدينة الشحر ومناطق خرد وما جاورها، في إطار ضغوط عسكرية متصاعدة لدفع القوات المسلحة المستقدمة من خارج حضرموت إلى التراجع.

وتزامن القصف التحذيري مع استمرار تحليق الطيران السعودي على علو منخفض في أجواء عدة مناطق بالمحافظة، على وقع اشتباكات عنيفة اندلعت في غيل بن يمين بين مجاميع الانتقالي وقوات حلف قبائل حضرموت، في مؤشر على دخول المشهد مرحلة أكثر حساسية.

وفي السياق ذاته، اندلعت اشتباكات عنيفة بين مجاميع الانتقالي المسلحة وأهالي مديرية غيل بن يمين، رفضاً لتمركز التشكيلات المسلحة داخل المديرية، حيث أكدت مصادر ميدانية توسع رقعة المقاومة القبلية بهدف إخراج تلك القوات، في مقابل استمرار الانتقالي في الدفع بتعزيزات عسكرية جديدة إلى المنطقة.

كما دفعت مليشيات الانتقالي بتعزيزات عسكرية إلى وادي خرد شمال شرقي مدينة الشحر، حيث تحركت أرتال عسكرية من وسط المدينة باتجاه الوادي، على خلفية مواجهات اندلعت منذ الليلة الماضية عقب توغل تلك المجاميع في مواقع تابعة لحلف قبائل حضرموت.

من جهته، أكد حلف قبائل حضرموت، في تصريحات مصورة لعدد من مشايخه، المضي قدماً في مواجهة مجاميع الانتقالي المسلحة، مشدداً على رفض أي وجود مسلح مفروض بالقوة، والدفاع عن حضرموت ومقدراتها.

وتوسعت رقعة الاشتباكات لتشمل عدة مواقع في مديريتي الشحر وغيل بن يمين، عقب توغل مليشيا الانتقالي منذ ساعات الصباح، وذلك بعد صدور بيان سعودي أكد ضرورة انسحاب مجاميع الانتقالي من حضرموت والمهرة.

وفي تطور خطير، أظهرت مقاطع فيديو اقتحام مليشيات الانتقالي معسكراً تابعاً لقوات حماية حضرموت المرتبطة بحلف القبائل في وادي نحب، وإحراق الخيام داخله، عقب توغلها في معاقل الحلف بوادي نحب ومناطق الشركات النفطية في المسيلة، ما فجر موجة غضب واسعة وحذر من تداعيات أمنية خطيرة.

وبحسب مصادر ميدانية، سقط عشرات القتلى والجرحى في صفوف مجاميع الانتقالي المسلحة خلال الاشتباكات في منطقة خرد، حيث شوهدت سيارات إسعاف قادمة من مدينة الشحر لنقل القتلى والجرحى من عناصر مليشيا الدعم الأمني. كما أكدت المصادر أن قوات حلف قبائل حضرموت سيطرت على عدد من المركبات العسكرية وكميات من الذخائر خلال المواجهات.

ويأتي هذا التصعيد في ظل مخاوف متزايدة من انزلاق حضرموت نحو صراع مفتوح، في وقت تتزايد فيه الدعوات المحلية والإقليمية لوقف التصعيد وسحب القوات المسلحة المستقدمة من خارج المحافظة، حفاظاً على أمن حضرموت واستقرارها.