تشهد العلاقة بين الصين وإسرائيل حالة من التوتر المتصاعد في الشهور الأخيرة نتيجة مجموعة من التحولات الدبلوماسية والسياسية، إلى جانب الضغوط الاقتصادية، خاصة في ظل الصراع المستمر في الشرق الأوسط بين إسرائيل وإيران / فلسطين.
فيما يلي أبرز محاور التوتر:
مواقف الصين السياسية الرافضة لتوسع العدوان الإسرائيلي
أعربت بكين عن قلق عميق من الهجمات الإسرائيلية الأخيرة على إيران، معتبرةً أن أي عمل عسكري ينتهك سيادة الدول يُشكّل خطرًا على الاستقرار الإقليمي.
الصين دعت إسرائيل إلى وقف ما سمتها بـ “الأفعال الخطرة” في غزة، والتحذير من نية الحكومة الإسرائيلية إعادة احتلال كامل للقطاع.
كما حثّت الصين جميع الأطراف على ضبط النفس واللجوء إلى الحوار السياسي بدلاً من التصعيد العسكري.
الخلاف الإعلامي والدعاوي المتبادلة
أشارت وسائل إعلام إسرائيلية إلى أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو اتهم دولًا، بينها الصين، بأنها تستثمر في تقنيات الذكاء الاصطناعي ومنصات التواصل الاجتماعي لشنّ "حصار إعلامي" على إسرائيل.
ردّت السفارة الصينية في تل أبيب بوصف تلك الاتهامات بأنها باطلة، تضر بالعلاقات الثنائية، وعبّرت عن استغرابها العميق.
الضغوط الأمريكية وتأثيرها على التعاون الاقتصادي – التقني
العلاقات بين إسرائيل والصين تتأثر بشدة من الضغوط التي تمارسها الولايات المتحدة على إسرائيل لتقليل التعاون التقني، لا سيما في قطاعات مثل أشباه الموصلات، الذكاء الاصطناعي، والتكنولوجيا المتقدمة ذات الأبعاد الأمنية.
رغم ذلك، تشير بعض التقارير إلى أن التبادل التجاري بين البلدين لا يزال مستمرًا بقدر لا يُستهان به، مما يوضح أن هناك مصالح اقتصادية تجعل من الصعب قطع العلاقات بالكامل.
الدبلوماسية الصينية والجهود الدولية لاستبقاء القنوات مفتوحة
الصين لم تقطع قنوات التواصل، وقد أكد وزير الخارجية الصيني أنه ينظر إلى العلاقات مع إسرائيل على المدى الطويل، ويرغب في تطوير “الشراكة الشاملة المبتكرة” بين البلدين رغم التوتر الحالي.
كذلك، تسعى بكين لأن تلعب دورًا وسطيًا أو على الأقل دبلوماسيًا في الدعوة إلى وقف التصعيد، وإلى حلول سياسية للنزاعات القائمة، سواء مع فلسطين أو إيران.
المخاطر والتداعيات المحتملة
التوتر السياسي المتزايد قد يؤدي إلى تقلّص الثقة بين البلدين، مما قد ينعكس على الاستثمارات المشتركة والمشروعات التقنية التي كانت مزدهرة في السنوات الماضية.
كما أن أي تغيير في التوجهات الأمنية الإسرائيلية أو ضغوط أمريكية إضافية قد يدفع إسرائيل إلى إعادة تقييم علاقاتها مع شركاء مثل الصين.
من جهة أخرى، رغبة الصين في المحافظة على مصالحها في الشرق الأوسط، خصوصًا في الأمن الطاقي وعلاقاتها مع الدول العربية وإيران، تُلزمها بالموازنة بين دعمها للقضايا التي تمسّ الرأي العام العربي وانتقاداتها المعينة، وحماية مصالحها الاقتصادية والاستراتيجية.