الجيش الإسرائيلي يعتقل مئات المشاركين بأسطول الصمود العالمي ويثير ردود فعل دولية واسعة

دولية

أعلنت هيئة البث الإسرائيلية اليوم الخميس أن الجيش الإسرائيلي سيطر على أكثر من 40 سفينة من أسطول الصمود العالمي المتجه إلى قطاع غزة واعتقل مئات المشاركين، بعد سلسلة اعتداءات على السفن خلال الليل.

وأفادت السلطات الإسرائيلية أن المعتقلين يُنقلون إلى ميناء أسدود للترحيل الطوعي أو لإجراءات قضائية للترحيل القسري، فيما تقوم قوات الجيش والبحرية بمسح بحري للتأكد من عدم تمكن أي سفينة من الاقتراب من غزة.

 

من جهتها، أعلنت وزارة الخارجية الإسرائيلية نيتها ترحيل جميع الناشطين إلى أوروبا، بينما أكد منظمو الأسطول استمرار الرحلة رغم اعتراض البحرية الإسرائيلية، معربين عن استنكارهم للهجوم غير القانوني وداعين المجتمع الدولي لضمان سلامة المشاركين وإطلاق سراحهم.

وأعلن أسطول الصمود المغاربي لكسر الحصار عن غزة دخوله المياه الإقليمية للقطاع، رغم محاولات الاعتراض الإسرائيلية، مؤكدًا أن السفن اقتربت لمسافة 8.4 أميال بحرية من شواطئ غزة، في خطوة تعد الأقرب منذ انطلاق الرحلة.

وفي المقابل، نقلت وسائل الإعلام الإسرائيلية عن مصادر بالجيش تأكيدها عدم تمكن أي سفن من دخول المياه الإقليمية قبالة غزة.

 

كما وثقت اللجنة الدولية لكسر الحصار اعتداء الجيش الإسرائيلي على السفن واحتجاز النشطاء المدنيين، ونشرت مقاطع فيديو تظهر الجنود وهم يصعدون على متن القوارب ويهددون المشاركين بأسلحتهم، مع تعطيل كاميرات المراقبة.

وأسرد أسطول الصمود أسماء السفن التي تعرضت للاعتداء وعددها 21 من أصل 44 سفينة، بينها: ألما، سيريوس، أدارا، سبيكتر، يولارا، أورورا، أوتاريا، دير ياسين، وغراند بلو، وغيرها.

 

وأثار الحادث موجة تنديدات دولية، حيث استدعت إسبانيا القائمة بأعمال السفارة الإسرائيلية، وأكدت وزارة خارجيتها استعدادها لتقديم الحماية الدبلوماسية لمواطنيها.

كما أعربت تركيا عن استنكارها وفتحت تحقيقًا في اعتقال 25 ناشطًا من مواطنيها، فيما أدانت البرازيل وكولومبيا وألمانيا وبريطانيا وقطر وفنزويلا وأوروغواي وتشيلي الهجوم الإسرائيلي واعتقال نشطاء على متن السفن، مؤكدة ضرورة حماية المشاركين وفق القانون الدولي.

 

وعلى الصعيد الشعبي، شهدت العديد من الدول مظاهرات احتجاجية واسعة، منها ألمانيا حيث تجمع نحو 300 متظاهر في محطة القطار الرئيسية في برلين، وإيطاليا التي أعلنت نقاباتها عن إضراب شامل، بالإضافة إلى تظاهرات في موريتانيا وليبيا وتونس، وخرج آلاف المحتجين في مدن إيطالية مثل روما وميلانو ونابولي وتورينو وجنوى.

وأدان زعماء سياسيون الحادث، مثل رئيس وزراء لوكسمبورغ لوك فريدن الذي دعا إلى فرض عقوبات على إسرائيل واعتبر أن الاعتراف بدولة فلسطين خطوة لإحلال السلام، ورئيس وزراء باكستان شهباز شريف الذي وصف الهجوم بـ"الخسيس" ودعا لإطلاق سراح المعتقلين وضمان وصول المساعدات الإنسانية.

 

يُذكر أن أسطول الصمود العالمي يضم نحو 50 سفينة وأكثر من 532 متضامنًا من أكثر من 45 دولة، انطلقت رحلته من برشلونة في أغسطس/آب الماضي، بهدف إيصال مساعدات إنسانية إلى غزة المحتاجة وكسر الحصار الإسرائيلي، وهو أكبر أسطول يبحر جماعيًا نحو القطاع منذ سنوات.