التقى فخامة الرئيس الدكتور رشاد محمد العليمي، رئيس مجلس القيادة الرئاسي، اليوم الاثنين، قيادات المجلس الأعلى للتكتل الوطني للأحزاب والمكونات السياسية، برئاسة دولة رئيس مجلس الشورى الدكتور أحمد عبيد بن دغر، وذلك في إطار اللقاءات الرئاسية التشاورية لمناقشة مستجدات الأوضاع المحلية، ودور القوى الوطنية في مواجهة التحديات الراهنة على مختلف الأصعدة.
وفي مستهل اللقاء، ثمّن فخامة الرئيس الدور الوطني للأحزاب والمكونات السياسية في الدفاع عن مشروع الدولة والنظام الجمهوري، وفي تقديم النصح والمشورة، وحشد الطاقات والقدرات من أجل إنهاء معاناة الشعب اليمني وإسقاط الانقلاب الحوثي المدعوم من النظام الإيراني.
وأكد فخامته أن هذه اللقاءات ليست مجرد مناسبات دعائية، بل استحقاق موضوعي تمليه متطلبات الشراكة الوطنية وتعقيدات الواقع السياسي والاقتصادي والعسكري، إلى جانب رهانات المستقبل، مشدداً على أن مشاركة القوى الوطنية في استيعاب مستجدات المرحلة ستظل التزاماً رئاسياً وضرورة لإنجاح المرحلة الانتقالية، وفقاً لإعلان نقل السلطة والمرجعيات المتوافق عليها.
وأشار رئيس مجلس القيادة الرئاسي إلى دقة المرحلة الراهنة التي وصفها بأنها من أعقد المراحل في تاريخ الدولة اليمنية، مؤكداً أن مواجهتها لم تكن ممكنة لولا صمود الشعب اليمني، ودعم الأشقاء في تحالف دعم الشرعية بقيادة المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة، إلى جانب الدعم الإقليمي والدولي المقدّر.
كما استعرض فخامته تداعيات الأزمة التمويلية الناتجة عن توقف صادرات النفط، بسبب الهجمات الإرهابية الحوثية التي استهدفت البنية التحتية الاقتصادية للبلاد، في محاولة لإضعاف التحالف الجمهوري، وخلق أزمة إنسانية شاملة.
وأوضح أن تلك الاعتداءات كان لها تأثير مباشر على قدرة الحكومة على الوفاء بالتزاماتها، وفي مقدمتها صرف المرتبات، وتوفير الخدمات الأساسية، مشيراً إلى أن المجلس الرئاسي لا يتردد في مصارحة الرأي العام حول التحديات، ويعمل بشكل وثيق مع الحكومة لتحويلها إلى فرص تعزز الاعتماد على الذات.
وتحدث فخامة الرئيس عن عدد من المكاسب السياسية والأمنية التي تحققت، وفي مقدمتها وحدة وتماسك مجلس القيادة الرئاسي، رغم بعض التباينات، مؤكداً أن مكونات المجلس تتنافس على صدارة المعركة ضد المليشيات الحوثية الإرهابية، وهو ما يعكس روح التوافق والمسؤولية الوطنية.
كما شدد فخامته على أهمية استمرار قنوات التواصل المفتوحة مع كافة القوى السياسية، مؤكداً أن الدولة لا تتعامل مع الأحزاب كجمهور للاستعراض، بل كشركاء فاعلين في صناعة القرار وتحمل الأعباء الوطنية.
وفي السياق الأمني، أشاد فخامة الرئيس بالنجاحات التي تحققت، ومنها الكشف عن شبكة إرهابية بقيادة المدعو أمجد خالد، معتبراً أن هذا الإنجاز يمثل جرس إنذار لجميع مكونات الشرعية، مشيراً إلى وجود تخادم واضح بين المليشيات الحوثية والتنظيمات الإرهابية، بما يشمل الاغتيالات، وترويج المخدرات، والجريمة المنظمة.
وقال: "نعوّل كثيراً على دور الأحزاب والمكونات السياسية في هذه المعركة، لأننا نؤمن بأنه لا أمن دون سلطات مسؤولة، ولا جبهة داخلية متماسكة دون أحزاب شجاعة قادرة على تسمية الأمور بمسمياتها. فإما أن نكون جميعاً في ذات الخندق، أو نفرط في مسؤولياتنا ونترك المواطن فريسة للإرهاب والإحباط".
وأكد فخامة الرئيس على أهمية دور الأحزاب في تشكيل رأي عام وطني مناهض للمليشيات، والعمل إلى جانب الحكومة لمواجهة التحديات، ومراقبة الأداء بهدف الإصلاح وليس التجريح.
وخلال اللقاء، استمع فخامته إلى مداخلات قيادات التكتل الوطني، التي تناولت رؤى ومقترحات لتعزيز وحدة الصف الوطني، وتطوير التنسيق بين القوى السياسية، وتوسيع الشراكة في صنع القرار.
كما ناقشت القيادات عدداً من الملفات، من بينها تحسين إدارة الموارد، وترشيد التمويل الأجنبي، وضبط السياسة النقدية، وإصلاح قطاع الخدمات العامة، لا سيما الكهرباء والمياه.
وجددت قيادات التكتل تأكيدها على مواصلة العمل مع مختلف القوى السياسية والمجتمعية لحماية المكتسبات الوطنية، ودعم مجلس القيادة الرئاسي والحكومة في جهود استعادة مؤسسات الدولة، وإنهاء الانقلاب، والتخفيف من معاناة المواطنين التي تسببت بها المليشيات الحوثية بدعم إيراني.
حضر اللقاء مدير مكتب رئيس مجلس القيادة الرئاسي، اللواء الركن صالح المقالح.