الولايات المتحدة توسّع عملياتها العسكرية في اليمن وتنشر حاملة طائرات ثانية في المنطقة

تقارير

 

أعلنت القيادة المركزية الأميركية، اليوم الخميس، عن وصول حاملة الطائرات "يو إس إس كارل فينسون" (USS Carl Vinson) إلى منطقة الشرق الأوسط، لتعزيز وجود البحرية الأميركية في ظل تصاعد الهجمات على الملاحة الدولية في البحر الأحمر وخليج عدن. وتنضم "كارل فينسون" إلى حاملة الطائرات "يو إس إس هاري إس. ترومان" التي تعمل منذ أشهر في المنطقة ذاتها.

وذكرت القيادة في بيان نُشر على منصة "إكس" أن الحاملتين تعملان جنبًا إلى جنب ضمن مهام حماية التدفقات التجارية وتأمين الممرات البحرية في وجه هجمات جماعة الحوثيين في اليمن، والتي كثّفت عملياتها ضد السفن المرتبطة بإسرائيل أو الولايات المتحدة منذ اندلاع الحرب على قطاع غزة في أكتوبر 2023.

غارات واسعة على اليمن وفي تصعيد ميداني لافت، شنّت القوات الأميركية، فجر الجمعة، سلسلة من الغارات الجوية على مناطق متفرقة في العاصمة اليمنية صنعاء، استهدفت مديريات بني حشيش، همدان، جبل نقم، وفج عطان. وأفادت قناة "المسيرة" التابعة للحوثيين بأن القصف الأميركي استهدف ثلاثة مواقع رئيسية في صنعاء، دون الكشف عن حصيلة الخسائر. وبحسب مسؤول عسكري أميركي، فإن أكثر من 100 هدف في اليمن تم استهدافه منذ انطلاق العمليات العسكرية الأميركية في مارس الماضي، في محاولة لردع الحوثيين ومنعهم من تهديد الملاحة في المنطقة.

الحوثيون يتوعدون والسبب غزة من جانبها، تؤكد جماعة الحوثيين أن هجماتها تأتي "ردًا على المجازر الإسرائيلية في غزة" وتضامنًا مع الشعب الفلسطيني. وسبق للجماعة أن أعلنت استهدافها سفنًا إسرائيلية وأميركية، وهددت بتوسيع نطاق عملياتها ما لم يتوقف الحصار والهجوم على القطاع.

ويُذكر أن الحوثيين علّقوا هجماتهم البحرية عقب اتفاق هدنة دخل حيّز التنفيذ في يناير، لكنهم استأنفوا عملياتهم بعد خرق إسرائيل للاتفاق وفرضها حصارًا جديدًا على غزة مطلع مارس، بالتزامن مع استئناف العدوان العسكري على القطاع.

تهديد عالمي لحركة التجارة أدت الهجمات الحوثية المتكررة إلى تعطيل الملاحة في البحر الأحمر، الذي تمر عبره نحو 12% من التجارة العالمية، ما أجبر العديد من شركات الشحن على اتخاذ مسارات أطول وأكثر كلفة عبر رأس الرجاء الصالح، مما يزيد من الضغوط على الاقتصاد العالمي.

"كارل فينسون" – مطار عائم في عرض البحر وفق موقع البحرية الأميركية، فإن حاملة الطائرات "كارل فينسون" تُعد ثالث حاملة تعمل بالطاقة النووية من فئة "نيميتز"، وتضم أكثر من 5000 من الجنود وأفراد الطاقم، إضافة إلى أكثر من 60 طائرة مقاتلة، منها مقاتلات إف-35 سي لايتنينغ المتطورة.

ودخلت الحاملة الخدمة عام 1982، وتحمل اسم النائب الأميركي الراحل كارل فينسون، أحد أبرز داعمي القوات البحرية الأميركية خلال القرن العشرين.

الخلاصة: يأتي التصعيد الأميركي في اليمن في وقت بالغ الحساسية، وسط مخاوف من اتساع رقعة الحرب الإقليمية، وتدهور الأوضاع الإنسانية في غزة واليمن على حد سواء، مما يُنذر بمزيد من التوتر في منطقة الشرق الأوسط ذات الأهمية الاستراتيجية الكبرى للعالم.