أعرب المبعوث الأممي الخاص إلى اليمن، مارتن غريفيث، عن شعوره بالإحباط إزاء فشل جهوده لتحقيق وقف إطلاق النار في البلد العربي الذي تمزقه الحرب منذ العام 2014.
وقال غريفيث، في مؤتمر صحفي عقده اليوم الاثنين بمطار صنعاء: "توسطت الأمم المتحدة بين الأطراف من أجل التوصل إلى وقف إطلاق نار على مستوى البلاد، ورفع القيود المفروضة على حرية حركة الأشخاص والسلع الأساسية من اليمن وإليها، وإعادة إطلاق العملية السياسية. وقد ظلت هذه العناصر قيد التفاوض منذ أكثر من سنة. وطوال هذه العملية اقترحنا العديد من السبل لتجسير الفجوة بين مواقف الأطراف. وقد ناقشت هذه الخطة مع مسؤولين يمنيين وسعوديين في الرياض عدة مرات. وقد ناقشتها أيضا في مسقط، منذ بضعة أيام. كما ناقشتها مع السيد عبد الملك الحوثي هنا في صنعاء أمس".
وتابع: "في رأيي، ليس هناك أي عدل في حرمان اليمنيين من الأمل في أن تكون هناك نهاية لمعاناتهم تلوح في الأفق. وليس من العدل إطلاقا حرمانهم الفرصة لتحقيق مستقبل أكثر إشراقا. لا يمكن حكم اليمن بشكل مستدام استنادا على الهيمنة العسكرية. كما لا يمكن حكمه بشكل مستدام مع التدخل الخارجي".
وصرح ردا على سؤال حول موعد إطلاق "مفاوضات جادة" بشان عملية السلام في اليمن: "لا أحد يمكن أن يكون أكثر إحباطا مني، لقد أمضينا عاما ونصف نعمل على أمور يسهل وصفها نسبيا، وقف إطلاق النار، وفتح مطار صنعاء، وفتح موانئ الحديدة، واستئناف العملية السياسية التي تشهد تأخيرا كبيرا.
وأردف: "اسمحوا لي بأن أكون صادقا معكم. في بعض الأحيان نحرز تقدما جيدا، ونتوقع النجاح، وأننا سنتوصل إلى اتفاق، ثم تتدخل الحرب ويعتقد طرف أو آخر أنه سيحقق المزيد من المكاسب في ساحة المعركة، لذا فهو لا يريد إنهاء الحرب. دعوتنا بسيطة للغاية: أوقفوا الحرب، وأوقفوا احتمالات المكاسب العسكرية، وأنهوا النزاع، وابنوا سلاماً لليمن، واجعلوا اليمن مكانًا للشعب اليمني".
وقد غرق اليمن في حرب أهلية منذ العام 2014، عندما اجتاح الحوثيون جزءا كبيرا من الشمال واستولوا على العاصمة صنعاء، ما أجبر الحكومة المعترف بها دوليا على الخروج إلى المنفى.
ومنذ مارس 2015 تقود السعودية التحالف العربي الذي يشن عمليات عسكرية مكثفة في اليمن دعما للحكومة اليمنية المعترف بها دوليا الموالية للرئيس، عبد ربه منصور هادي، والتي تحارب قوات الحوثيين المدعومين من إيران.
وقتل حوالي 130 ألف شخص، بينهم أكثر من 12000 مدني في النزاع المستمر منذ 6 سنوات والذي خلق حسب الأمم المتحدة، أسوأ أزمة إنسانية في العالم في بلد يعد أكثر دول العالم العربي فقرا.