تعد وزارة الخارجية في أي دولة هي واجهتها الدبلوماسية وصوتها في المحافل الدولية، والمسؤولة عن صياغة وتنفيذ السياسة الخارجية وحماية مصالح الدولة ومواطنيها في الخارج.
وفي اليمن تكتسب الوزارة أهمية مضاعفة في ظل الظروف الاستثنائية التي تمر بها البلاد، ما يتطلب جهودا دبلوماسية مكثفة لاستعادة الاستقرار، وبناء العلاقات الدولية، وتخفيف المعاناة الإنسانية.
وفي هذا الإطار يبرز دور وزير الخارجية الدكتور شائع الزنداني بوضوح، حيث قاد جهود الوزارة نحو تفعيل عمل الدوائر الدبلوماسية من العاصمة المؤقتة عدن، والذي أكد على أهمية توحيد الجهود وتعزيز فاعلية العمل من داخل الأراضي اليمنية.
وقد تجلى إصراره في قرار نقل كافة أقسام الوزارة إلى العاصمة المؤقتة عدن، وهي خطوة استراتيجية تؤكد على سيادة الحكومة الشرعية وتعزز حضورها الدبلوماسي المباشر.
وتقوم وزارة الخارجية بمهام جسيمة تشمل التمثيل الرسمي للدولة، التفاوض وإبرام الاتفاقيات الدولية، إضافة إلى معالجة تداعيات الصراع وحشد الدعم الدولي والتنسيق مع المنظمات الإنسانية.
وقد حرص الوزير على أن يكون عمل الوزارة قريبا من الواقع الميداني، لضمان قدرة الدبلوماسيين على التعامل مع القضايا الملحة، سواء داخل اليمن أو في الخارج.
ورغم التحديات المالية والإدارية الجسيمة، وفي مقدمتها انقطاع مستحقات موظفي وزارة الخارجية والدبلوماسيين لأكثر من أربعة عشر شهرا، تواصل الوزارة أداء مهامها الوطنية بقيادة الوزير الزنداني، الذي يولي استقرار الكادر الدبلوماسي وحماية مصالح اليمن العليا أهمية قصوى.
وتعد مسألة صرف الرواتب مسؤولية مباشرة تقع على عاتق مجلس القيادة الرئاسي والحكومة، باعتبارها ضرورة وطنية لا تحتمل التأجيل، لضمان استمرارية العمل الدبلوماسي وفاعليته في الدفاع عن اليمن وتمثيله في المحافل الدولية، ومعالجة هذا الملف لم تعد ترفا، بل التزاما سياسيا وأخلاقيا يجب الوفاء به دون إبطاء.
وقد حرص الدكتور الزنداني على ضرورة توفير بيئة عمل مستقرة للموظفين، وإعادة تأهيل الكوادر لتتمكن من مواكبة التطورات الدبلوماسية، مع وشدد على استمرارية عمل البعثات اليمنية في الخارج.
إن تفعيل دور الوزارة في عدن، يمثل فرصة حقيقية لتعزيز قدرة اليمن على إدارة ملفه الدولي بفاعلية، ومواجهة تداعيات الصراع الداخلي، وتقديم صورة واضحة للمجتمع الدولي عن التزامات الحكومة الشرعية ومسؤولياتها.
ومن هنا يظهر جليا إن دعم وزارة الخارجية، ماليا وإداريا، ليس رفاهية بل ضرورة حتمية لضمان استمرار العمل الدبلوماسي، وتعزيز موقع اليمن في المحافل الدولية.
ودور الدكتور الزنداني في قيادة هذا التفعيل الاستراتيجي يمثل ركيزة أساسية لضمان أن يبقى صوت اليمن مسموعا، ومصالحه محمية في كافة المحافل الدولية.