الأم العربية عموماً واليمنية على وجه الخصوص تمنح أغلى ما لديها عمرها صحتها واعصابها دون ان تنتظر ثمناً او تطالب مقابل؛ تتحمل أمراضها وأوجاعها ومعاناتها وتظل صامدة تمنح وتعطي تصون وتحمي تغرس وتعلم..
اليمنية كانت ومازلت في بساطتها شامخة نبيلة ذات صبر كصبر الأنبياء وذات كبرياء وعظمة إنسانية كعظمة ملايين الأمهات في بلدان وطننا العربي الكبير اللاتي تستمر معركتهن مع الحياة من أجل ان يظل الموقد مشتعلاً لطهي الطعام والفرش مرتبة لفلذات أكبادهن.
كفاحهن بصمت أمام نوائب الدهر ومصائب الأيام وتقلباتها هذه العظمة النبيلة البسيطة التي لا تبحث عن ضوء ولا عن فلاش تصوير او خبر في موقع او جريدة ولا لقطة ومشهدا في قناة التلفزة.
اليوم اتسع نطاق المعركة وامتد ليشمل حنانها وقلبها لتغرس في القلوب زهرة حزينة في زمان التردي وسنوات الجمر والحرب والبحث عن مكان آمن حتى إن كان تحت الشمس .
الأمهات على امتداد الخريطة العربية يقدمن فلذات أكبادهن دفاعا عن الارض والشرف والوطن والجمهورية والحرية والكرامة، والأمهات أيضا من كن ضحية معارك الطامعين بالسلطة.. البيوت تغص بثكالى قدم الشر أبناءهن طعاماً للقبور وأخريات لا يستطيع الليل إخفاء دموعهن وزفرات حنينهن لأزواجهن المتناثرة أجسادهم في السجون والمعتقلات.
وليس صدفة أن تتوالي أخبار وقصص أخوات وأمهات وطفلات وجدات كانت صدورهن مستقر رصاص إجرام الانقلابات والعصابات العبثية وسجونه التعذيبية البشعة منتهى أجسادهن الطاهرة العفيفة.
الأم العربية في اليمن وفي غزة وفي العراق وسوريا وبقية بلدان الشقاء نتمنى لها في زمهرير شتائنا بيوم الخلاص من عذابات لا نهائية كي يصبح للحياة معنى وقيمة لا تزول.