تتصاعد التوترات في محافظة حضرموت، أكبر محافظات اليمن مساحة والأكثر استقراراً، وسط تصاعد التحشيدات العسكرية والسياسية بين المجلس الانتقالي الجنوبي وحلف قبائل حضرموت، بقيادة الشيخ عمرو بن حبريش. المحافظة، التي تشكل هضبتها النفطية مصدر ثروات كبيرة لليمن، باتت اليوم مركز صراع على النفوذ والقرار المحلي.
ودعا حلف قبائل حضرموت، خلال لقاء موسع انعقد اليوم في منطقة العليب، إلى المقاومة بكل الوسائل للدفاع عن المحافظة وثرواتها، مؤكدًا على أن أي قوة خارجية تحاول التمركز في حضرموت ستعتبر قوة غازية يجب ردعها بالقوة. كما أعلن الشيخ عمرو بن حبريش تشكيل "مقاومة حضرمية" للالتزام بحماية الأرض والتصدي لأي قوات لا تنتمي لأبنائها، داعياً قوات النخبة الحضرمية للانضمام وترتيب الوضع الأمني الداخلي بعيدًا عن التشكيلات الوافدة التي تحمل اسم النخبة دون أن تكون جزءًا من بنيتها الرسمية.
وحذر الحلف من محاولات المجلس الانتقالي فرض نفوذه على المحافظة، مؤكدًا أن التحركات الخارجية والداخلية تهدف إلى السيطرة على مواقع استراتيجية ومنشآت نفطية حساسة، وهو ما دفع إلى دعوات عاجلة للتدخل قبل انفجار الوضع.
وفي المقابل، عبر عضو مجلس القيادة الرئاسي، فرج البحسني، عن قلقه من التصعيد المتسارع، واصفًا المرحلة بأنها "الأخطر منذ عقود"، داعياً إلى الحوار كحل وحيد لتجنب انقسام حضرموت. وأكد البحسني على أن المحافظة أكبر من الولاءات الضيقة، وأن أي محاولات للتحشيد العسكري لن تؤدي إلا إلى الفوضى والانقسام.
وفي سياق متصل، دفعت التحركات الأخيرة المجلس الانتقالي إلى إرسال آلاف المسلحين من محافظات عدن وأبين والضالع ولحج إلى حضرموت، بالتزامن مع دعوات لفعالية جماهيرية في 30 نوفمبر، قبيل ذكرى عيد الجلاء. بينما يمتلك حلف قبائل حضرموت تشكيلات مسلحة تحت مسمى "قوات حماية حضرموت"، التي تنتشر في مناطق الوادي والهضبة، وتعمل كذراع عسكري للحلف.
وتشكل حضرموت اليوم نقطة ارتكاز حاسمة، بين قبائل متمسكة بالأرض، وقوى تحاول فرض نفوذها بالتحشيد، وسط مخاوف من انزلاق المحافظة إلى مواجهة مسلحة قد تعيد رسم المشهد الأمني والسياسي في هذه المنطقة الغنية بالنفط، والتي تمثل أكثر من ثلث مساحة اليمن.
