تصعيد عسكري واسع للانتقالي باتجاه حضرموت وسط مخاوف من مواجهة مفتوحة

تقارير

تشهد محافظات جنوب اليمن منذ الساعات الماضية تحركات عسكرية متسارعة للمجلس الانتقالي الجنوبي، وسط مؤشرات على تصعيد ميداني قد يقود إلى مواجهة مفتوحة في محافظة حضرموت ذات الأهمية الاستراتيجية.

وقالت مصادر متطابقة في عدن ومحافظات مجاورة إن قوات تابعة للانتقالي غادرت مواقعها في المدينة وتحركت شرقا باتجاه حضرموت، بالتزامن مع حشد وحدات يقودها العميد فضل باعش من مناطق الصولبان والمملاح، ضمن تعزيزات وُصفت بأنها الأكبر منذ أشهر.

وفي سياق مرتبط، أفادت مصادر عسكرية بأن اللواء 12 عمالقة المتمركز في شبوة تلقى استدعاءً عاجلاً لعودة أفراده إلى مواقعهم بعد أيام من منحهم إجازات قصيرة، في مؤشر على حالة استنفار لافتة داخل قوات الانتقالي.

كما أكد مصدر محلي في أبين أن قوة كبيرة تضم عشرات المدرعات والمركبات العسكرية وشاحنات النقل، بينها باصات جماعية، شوهدت اليوم الثلاثاء وهي تعبر نقاط المحافظة باتجاه حضرموت بصورة متتابعة ومنظمة.

وبالرغم من هذه التحركات الواسعة، لم يصدر أي بيان رسمي من قيادة المجلس الانتقالي أو الأذرع العسكرية التابعة له لتوضيح طبيعة المهمة أو أهدافها.

وتأتي هذه التطورات في ظل توتر متصاعد تشهده حضرموت منذ أسابيع، عقب نشر قوات “الدعم الأمني” التابعة للانتقالي في ساحل المحافظة، وقيادة أبو علي الحضرمي لتحركات عسكرية وقبلية اعتُبرت محاولة لفرض أمر واقع جديد في مواجهة قوى قبلية ومحلية أبرزها قوات حماية حضرموت الموالية لحلف قبائل المحافظة.

حتى لحظة كتابة هذا الخبر، لم يصدر أي تعليق من رئيس مجلس القيادة الرئاسي رشاد العليمي، القائد الأعلى للقوات المسلحة، فيما أكد مصدر عسكري أن الحشود التي تتجه نحو حضرموت "تأتي من خارج المؤسسات الرسمية ولا علاقة للقوات المسلحة اليمنية بها".

ويعمل المجلس الانتقالي المدعوم إماراتياً منذ سنوات على تعزيز نفوذه في حضرموت، في إطار مساعيه للسيطرة على المحافظات الشرقية الغنية بالموارد، وتثبيت مشروع الانفصال كأمر واقع، ما يقابَل برفض شعبي واسع داخل المحافظة.

وفي خضم هذه التطورات، دعا رئيس حلف قبائل حضرموت، عمرو بن حبريش، إلى لقاء قبلي موسع غداً الخميس، لمناقشة المستجدات، عقب اتهامات وجهها إليه أبو علي الحضرمي بالضلوع في تشكيل "عصابات" وقطع طرق وتهريب سلاح ومخدرات، وهي اتهامات اعتبرها مراقبون جزءاً من معركة النفوذ المتصاعدة في حضرموت.

وتشكل قوات “الدعم الأمني” –التي يقودها صالح بن الشيخ المعروف بـ"أبو علي" بدعم إماراتي– محور التحركات الحالية للانتقالي في ساحل وهضبة حضرموت، ضمن محاولة لإنهاء النفوذ القبلي الرافض لمشروع "الجنوب العربي" الذي تتبناه أبوظبي منذ تدخلها في اليمن عام 2015.