شنّت الطائرات الأميركية، فجر اليوم الثلاثاء، عدة غارات جوية على مناطق متفرقة من العاصمة اليمنية صنعاء، في تصعيد جديد يأتي بعد ساعات من تنفيذ ضربات مماثلة على مواقع تابعة لجماعة الحوثيين في مديرية خولان شرقي صنعاء، ومديرية مجزر بمحافظة مأرب شمال شرقي البلاد.
وتأتي هذه الهجمات بعد إعلان القيادة المركزية الأميركية (سنتكوم) استمرار العمليات الجوية ضد أهداف حوثية، باستخدام حاملة الطائرات "يو إس إس هاري ترومان" التي تواصل تنفيذ ضرباتها "على مدار الساعة طوال أيام الأسبوع"، بحسب ما ورد في بيان رسمي مساء أمس الاثنين. ولم توضح "سنتكوم" تفاصيل إضافية عن طبيعة الأهداف أو حجم الخسائر.
ويأتي التصعيد الأميركي في أعقاب إعلان الحوثيين تنفيذ هجوم على حاملتي طائرات أميركيتين في البحر الأحمر، وهو ما اعتبرته واشنطن تهديدًا مباشرًا لمصالحها وقواتها في المنطقة.
في المقابل، اتهمت جماعة الحوثيين الولايات المتحدة بتكثيف حملتها العسكرية على اليمن، مشيرة إلى أن الغارات الأميركية تجاوزت الألف ضربة جوية منذ منتصف مارس الماضي. وقال وزير خارجية حكومة الحوثيين (غير المعترف بها دوليًا) جمال عامر، في رسالة وجهها إلى مجلس حقوق الإنسان والمفوض السامي لحقوق الإنسان ورؤساء عدد من الهيئات الأممية، إن القصف الأميركي طال "المئات من المدنيين، بمن فيهم النساء والأطفال"، متهمًا واشنطن بارتكاب "انتهاكات جسيمة بحق الشعب اليمني ومقدراته".
ودعا عامر إلى تشكيل لجنة دولية مستقلة للتحقيق في ما وصفه بـ"جرائم الحرب"، مشيرًا إلى أن الهجمات الأميركية استهدفت منشآت مدنية، من موانئ ومطارات إلى مرافق صحية ومزارع وخزانات مياه، بالإضافة إلى مواقع أثرية.
وأوضح أن آخر تلك الضربات استهدفت ميناء رأس عيسى، ما أدى إلى مقتل 80 مدنيًا وجرح أكثر من 150 آخرين، في حين أسفرت غارة على حي سكني في صنعاء يوم الأحد عن مقتل 12 شخصًا وإصابة 30 آخرين، في حصيلة أولية مرشحة للارتفاع.
ويأتي هذا التصعيد في وقت تشهد فيه المنطقة تحركات دبلوماسية واتصالات مكثفة لتفادي انزلاق الأوضاع نحو مواجهة شاملة، وسط تحذيرات من تفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن، التي تعيش واحدة من أسوأ الكوارث البشرية في العالم.