أظهر الاقتراح المصري الجديد الذي يتم تداوله في تل أبيب حالياً تنازلاتٍ كبيرة من جانب الاحتلال، بما في ذلك لأول مرة "استعداد ضمني" لمناقشة إنهاء الحرب، فيما هدد الوزيران "بن غفير" وسموتريتش بالانسحاب من الحكومة إن تم تأجيل اجتياح مدينة رفح. بحسب ما نقل موقع "واللا" الإخباري الإسرائيلي عن مسؤول في تل أبيب فإن المقترح الجديد تمت صياغته بين الوفد المصري ومسؤولين إسرائيليين، وتم فيه الأخذ بعين الاعتبار رد حماس ومطالبها. بحسب المسؤول الإسرائيلي، فإن هذه هي المرة الأولى التي تعرب فيها تل أبيب عن استعداد ضمني لمناقشة إنهاء الحرب في غزة في المراحل المقبلة من المفاوضات. وقال المسؤول الإسرائيلي: "نأمل أن يكون ما اقترحناه كافياً لإدخال حماس في مفاوضات جدية، ولتعلم أننا جادون في التوصل إلى اتفاق – إذا تم تنفيذ المرحلة الأولى، سيكون من الممكن التقدم إلى المراحل التالية والوصول إلى نهاية الحرب". ويتضمن الاقتراح الجديد الاستجابة لمطالب حماس الأساسية، مثل الاستعداد لإعادة النازحين الفلسطينيين إلى منازلهم بالكامل، وانسحاب الجيش الإسرائيلي من الممر الذي يعبر القطاع، والاستعداد للتوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار، وذلك في إطار تنفيذ المرحلة الثانية من الاتفاقية. التهديد باجتياح رفح بحسب المسؤول الإسرائيلي فإن تل أبيب تعتقد أن حماس تعتبر التهديد المتمثل في اجتياح رفح بمثابة تهديد حقيقي، وهو أمر قد يشجع على التوصل إلى اتفاق. فيما قال مصدر أمني إسرائيلي السبت إنّه في حال إبرام صفقة تبادل أسرى مع الفصائل الفلسطينية في غزة سيتم تأجيل العملية العسكرية في مدينة رفح جنوب القطاع. ونقلت إذاعة الجيش الإسرائيلي عن المصدر الأمني الذي لم تسمه، قوله إنّ "حماس تضغط من أجل صفقة أسرى شاملة واحدة لإنهاء الحرب، وإذا تم التوصل إلى صفقة سوف يتم تأجيل العملية في رفح". وفي وقت سابق السبت، أعلنت حركة حماس، تسلمها رد إسرائيل الرسمي على موقف الحركة حول صفقة تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار والذي سلمته للوسيطين مصر وقطر في 13 أبريل/نيسان، مشيرة إلى أنها حال الانتهاء من دراسته ستسلم ردها (للوسطاء). ومنذ الجمعة، يزور وفد أمني مصري تل أبيب، حاملاً "مقترحاً لبلاده يتناول إطلاق سراح جميع الأسرى الإسرائيليين في غزة، وإطلاق سراح مئات من الأسرى الفلسطينيين، ووقف إطلاق النار لمدة عام"، حسبما أفادت به صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية. "بن غفير" وسموتريتش يهددان وبناء على هذه الأنباء، هدد وزيرا الأمن القومي والمالية الإسرائيليان إيتمار بن غفير وبتسليئل سموتريتش بالانسحاب من الحكومة. وقالت هيئة البث الإسرائيلية الرسمية إن بن غفير وسموتريتش هددا بالانسحاب من الحكومة من أجل تفكيكها، في حال علقت العملية العسكرية المحتملة في رفح. يأتي ذلك، وفق الهيئة، في ظل تزايد احتمال وقف العملية العسكرية في رفح في حال إبرام صفقة تبادل أسرى مع حركة حماس. كما يتهم الوزيران المتطرفان الوفد الإسرائيلي المفاوض بعدم تحمل مسؤولياته تجاه أمن إسرائيل، وخاصة في حال إبرام صفقة قد تؤدي إلى عدم اجتياح مدينة رفح في الوقت الحالي، وفق المصدر ذاته. ووفق تصريحات سابقة لمسؤولين إسرائيليين، تصر تل أبيب على اجتياح رفح بزعم أنها "المعقل الأخير لحركة حماس"، رغم تحذيرات دولية متزايدة من تداعيات كارثية، في ظل وجود نحو 1.4 مليون نازح فيها. وفي الأشهر الأخيرة، أشارت وسائل إعلام إسرائيلية إلى أن بن غفير وسموتريتش منعا نتنياهو من التوصل إلى اتفاق مع حماس، وذلك تحت تهديد الانسحاب من الحكومة. وفي حال انسحاب الحزبين، حزب "القوة اليهودية" وحزب "الصهيونية الدينية"، اللذين يتزعمهما بن غفير وسموتريتش، فإن الحكومة الائتلافية الحالية القائمة منذ ديسمبر/كانون الأول 2022 ستسقط. وعرضت "كتائب القسام" الجناح العسكري لحماس مقطع فيديو يظهر فيه أسيران إسرائيليان يطالبان حكومة نتنياهو بالإفراج عنهما، ويقولان إنهما يعيشان أوضاعاً صعبة تحت القصف الإسرائيلي. وخلال المقطع قالت الكتائب في جمل مكتوبة: "الضغط العسكري الذي تمارسه إسرائيل تسبب بمقتل عشرات الأسرى في غزة، وحرم البقية من الاحتفال بعيد الفصح (اليهودي الذي بدأ الثلاثاء ويستمر أسبوعاً) مع أسرهم (دون توضيح عددهم)". وفي تعليقها على المقطع، قالت عائلات أسرى إسرائيليين في بيان: "على إسرائيل أن تختار: (اجتياح) رفح أو صفقة (مع حماس)"، وفق صحيفة "يديعوت أحرنوت" العبرية. ومنذ أشهر، تقود مصر وقطر والولايات المتحدة مفاوضات غير مباشرة بين إسرائيل وحركة حماس، غير أنها لم تسفر عن اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة وتبادل للأسرى والمحتجزين بين الطرفين. وتقدر تل أبيب وجود نحو 134 أسيراً إسرائيلياً في غزة، فيما أعلنت حماس مقتل 70 منهم في غارات عشوائية نفذتها إسرائيل التي تحتجز في سجونها ما لا يقل عن 9 آلاف و100 أسير فلسطيني، زادت أوضاعهم سوءاً منذ أن بدأت حربها على غزة، وفق منظمات فلسطينية معنية بالأسرى. وتشن إسرائيل منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، حرباً على غزة، خلفت أكثر من 112 ألف قتيل وجريح، معظمهم أطفال ونساء، ومجاعة ودماراً هائلاً، حسب بيانات فلسطينية وأممية.