قرار تصنيف الجماعة الحوثية جماعةً إرهابيةً خارجيةً في أمريكا يدخل حيز التنفيذ، ويبدأ بخطوة رمزية من خلال تسمية سبعة أشخاص من أعضاء الجماعة وفرض عقوبات عليهم.
اليمن واحدة من المناطق التي سيعمل ترامب على إبداء الحزم فيها، مقابل مقاربة صفقات في مناطق أخرى من العالم.
هذا التصنيف بدرجته الحالية، وشخصية ترامب، وانغراس الاعتبارات الأمنية لإسرائيل في الأمر، يدفع الجماعة الحوثية إلى حمل التصنيف على محمل الجد والانزعاج منه.
لكن التصنيف يأتي في لحظة تتعرض فيها التحالفات الدولية والعلاقة داخل القوى الغربية لضربة صادمة بسبب "سيرك" ترامب ومقاربته الانعزالية، وقد لا تتفاعل دول كثيرة مع التصنيف كما ينبغي، وتبقى مهمة التنفيذ مهمة أمريكية صرفة خاضعة لحسابات أمريكا فقط.
مع ذلك، الحوثي هو عنوان رسائل أمريكا لمحور إيران، وستصله رسائل أمريكا الحازمة تباعاً، طالما أن إيران مستمرة على نهجها الهدام، واحتفاظها بمشروعاتها النووية، واستفزازها لأمريكا وحلفائها.
لا أحد يريد المواجهة والدفاع عن الحوثي في هذه اللحظة، حتى لا يقف في وجه "التنين الناري" ترامب. لا أحد بصدد حماية الحوثي سوى إيران، وهذه أجبن من أن تفعل.
لكن الحوثي بلا عقل رصين، وسيعكس مخاوفه داخلياً على شكل غضب وانتقام، وسيهرب إلى الأمام.
أتوقع مزيداً من العنف الحوثي تجاه المواطنين في مناطقه، نظراً لارتفاع إحساسه بالبارانويا.
لكن هذا لا يكفي. سيستهدف الحوثي مناطق الشرعية بشكل مباشر، من خلال تنفيذ هجمات استباقية مباغتة، وأولى المناطق المرشحة لذلك هي مأرب، تليها تعز، وربما شبوة.
سيعمل الحوثي على تجنيد وتعبئة موارده لاختراق مناطق الشرعية، لا سيما في مناطق ما وراء خطوط المواجهة في شبوة وأبين وعدن وحضرموت، عبر اجتذاب الشباب إلى التجنيد والتعبئة الطائفية والسياسية، مستغلاً الفراغ والتضعضع الحكومي، وشبه انهيار العلاقة بين الحكومة والرئاسة، مع التردي المفزع لأحوال الناس اقتصادياً ومالياً في مناطق الشرعية.
سيعول الحوثي كثيراً على تباكي المنظمات (الصادقة وغير الصادقة)، متعددة الألوان، بما فيها الأممية، بشأن الوضع الإنساني في اليمن، لتخفيف حدة التصنيف.
سيستخدم الحوثيون موظفي ههذ المنظمات المتعقلين لديه للمساومة بهم مقابل ان تكون هذه المنظمات هي وسيطه لتخفيف حدة العقوبات وفي نهاية المطاف لن يفرج عنهم كليا بعد شوه سمعتهم.
لكنه سيعول أكثر على رغبة السعودية في عدم تضييق الخناق عليه، كي لا تُستأنف الحرب في اليمن.
الأكيد أن خصوم أمريكا، سواء الروس أو الإيرانيين ومن يواليهم من أذرع إقليمية، قد استطاعوا تطوير آليات للتحايل على العقوبات المالية والاقتصادية، ما خفف عنهم أثر العقوبات وجدواها.
الوجه الآخر من هذا التحايل هو الخروج التدريجي لاقتصادات هذه الأنظمة من المنظومة الدولية، وانتشار الفساد على نحو لا شفاء منه، والوقوع في براثن الفقر والانهيار البطيئ.
- نقلاً من حساب الكاتب على منصة (x)