على محيطها في الأعالي تطل جبال ملعا الشاهقة والبلق والكسارة ونهم وصرواح وغيرها كحراس أمناء يذودون عن حما مأرب.
والحقيقة أن هناك جبالا تتربع على قمم تلك الجبال وليوثا كامنين في أوديتها وصحاريها الواسعة، هم أشد بأساً على الطامعين في مأرب، حراس عرش بلقيس ومعبد الشمس وآخر قلاع الجمهورية.
مأرب العصية المحصنة من خيانات الأصدقاء ومؤامرات الأعداء، بفتيةٍ وقادة يمنيين أقحاح آمنوا بها وطناً وقضية وبذلوا لأجل أن تكون مشعلاً للحرية ومنطلقاً لاستعادة الجمهورية أرواحهم رخيصة، فمنهم من قضى وآخرين لايزالون على العهد أوفياء، يلتحفون محازمهم في شتاء مأرب القارس، ويستظلون تحت بنادقهم في صيفها اللأهب.
ثلة من اليمنيين الأنقياء ثبتوا على ثرى مأرب الطيبة، حين أنطلق السياسيون يلهثون وراء المغانم وتركوا اليمن الكبير فريسة بيد العصابات والميليشيات المرتهنة للخارج واستوطنوا عواصم بعض الدول.
ظل الأبطال ينافحون عن مأرب بسلاح متواضع وبلا رواتب، ورغم ذلك لم يخونوا شرفهم العسكري ولم يتخلوا عن قضيتهم، بل لم يغير ذلك من يقينهم بعدالة قضيتهم قيد أنملة.
إذا كان من أحد يستحق أن نقف له إجلالا واحتراما وتقديراً وعرفاناً فهم حماة مأرب صناع المجد وكُتّاب التاريخ المعاصر لليمن هم ربيع الأرض، أمل العودة لملايين اليمنيين إلى ديارهم، أيقونة الثورة التي لاتزال جذوتها مشعلاً ينير طريق الحرية.
لمأرب وأبطالها المجد والخلود.
#سامي_الحميري