قبل بث الحوار التلفزيوني الخاص بمعالي وزير الدفاع الفريق محمد علي المقدشي، وقبل معرفة مضمون ذلك الحوار، والردود والتحليلات والتعليقات حوله.
أقول وبكل إدراك وثقة أن الفريق محمد علي المقدشي واحد من أعظم وأنبل قادة اليمن خلال هذه الحقبة، وشخصية وطنية تستحق أن يكون لها مستقبل كبير أكبر من موقعه الحالي.
فهو قائد عسكري مخضرم صقلته الأكاديميات العسكرية وتراكمات سنوات الخدمة الطويلة في مؤسسة الجيش.
وإلى جانب كونه قائدا عسكريا استثنائيا خلال حقبة استثنائية فهو قيل حميري أصيل ملم بقيم اليمنيين وقوانينهم الأخلاقية الغير مكتوبة "الناموس والاعراف القبلية" وإلى جانب ذلك فهو سياسي ذكي أفضل من بعض قادة الاحزاب والمكونات السياسية، وكذلك هو شخص متواضع ومخلق وبسيط "إنسان".
وإذا قابلته سيستقبلك بوجه بشوش وروح مرحه ويتحدث معك وكأنك صديقه وجليسه الدائم، فإذا كان اللقاء غير رسمي لن يتردد في ممازحتك ويبتسم لك ابتسامة تظهر نبله ونقاء سريرته من الكبر والغرور والتصنع.
أما إذا كان لقائك معه رسميا ستجد نفسك أمام قائد عسكري مهاب، يتحدث بلغة منصبه ووظيفته، فتحترمه وتجله لحزمه وصرامته الحقه.
حزم دون تكبر أو تعجرف او أساءه للأخرين أو سوء خلق كما هو حال بعض القادة.
جميعنا يعرف دوره في إعادة تأسيس وبناء الجيش الوطني وأجهزته ومؤسساته، وهي مهمة جسيمة لا يقدر عليها إلا قادة استثنائيون كالفريق المقدشي.
وندرك كذلك مواقفه الوطنية وسجله الكبير الدفاع عن الجمهورية والدولة ومجابهة الإمامة وفكرها ومشروعها العنصري والإرهابي.
وإلى جانب تأسيس وقيادة الجيش، كانت هناك الكثير من المهام الملقاة على عاتقه وخاصة خلال الأعوام 2015 - 2017.
يلخصها أحدهم بقوله "كان الفريق المقدشي هو الحكومة كلها بمارب فهو قائد الجيش وهو الشيخ القبلي ووزير العدل في حلحلة القضايا المشكلات، وهو من يقوم بمقام وزير الإعلام ويدعم الصحفيين، وكل من لديه مشكلة او له حاجة يقصد الفريق المقدشي، ويقوم الرجل بكل تلك المهام بكفاءة وسلاسة وتلقائية دون تهرب او تضجر.
ثمة الكثير من المواقف والادوار والتفاصيل التي تؤكد حنكة الرجل ودهائه ووطنية ندركها ولا نقولها فما أكثر ما نعلمه ولا نستطيع قوله خلال هذه المرحلة.
ومن يتتبع وقائع وأحداث سنوات الحرب السبع، يدرك أن الفريق المقدشي يكاد يكون القائد العسكري الوحيد الذي ليس لديه إعلام يناصره أو يدافع عنه كالأخرين.
والسر يكمن في أن الفريق المقدشي ابن المؤسسة العسكرية ولا ينتمي إلا لها، وليس مقربا من الكيانات السياسية هذه أو تلك.
وهذه الجزئية رغم إيجابيتها إلا أنها تركت قائدنا المقدشي مكشوف الظهر أمام الحملات الإعلامية المسمومة.