تصاعد المعارك بين الجيش السوداني و"الدعم السريع" في كردفان بعد سقوط الفاشر

عربية

الخرطوم – شهدت ولايات إقليم كردفان خلال الساعات الماضية تصعيداً عسكرياً واسعاً بين الجيش السوداني وميليشيا قوات الدعم السريع، بعد أيام من سيطرة الأخيرة على مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور، في خطوة وصفت بأنها محاولة لتوسيع رقعة القتال باتجاه كردفان المجاورة.

وأفادت مصادر ميدانية أن معارك عنيفة دارت، اليوم السبت، حول مدينة بارا بولاية شمال كردفان، بعدما حشد الجيش تعزيزات عسكرية كبيرة واستعاد عدداً من المواقع التي كانت تحت سيطرة الميليشيا، فيما نفّذ سلاح الجو غارات مكثفة على تجمعات للدعم السريع في شمال وغرب كردفان، أسفرت عن مقتل قائد المجموعة 411 هاشم ديدان وعدد من مرافقيه.

كما شنّت طائرات مسيّرة تابعة للجيش غارات على منطقة الكومة شرق الفاشر بولاية شمال دارفور، استهدفت مواقع وآليات عسكرية تابعة للدعم السريع، بينما نفّذ الجيش إنزالاً جوياً ناجحاً لقواته في مدينة بابنوسة بولاية غرب كردفان، ضمن عملية عسكرية تهدف إلى استعادة السيطرة على الإقليم.

وأكد قائد كتائب البراء بن مالك الموالية للجيش، المصباح طلحة، أن القيادة العامة دفعت بـ"نخبة من القادة العسكريين" إلى كردفان للإشراف على العمليات الميدانية، مشيراً إلى أن الساعات الأخيرة شهدت تدمير أكثر من 100 آلية عسكرية للدعم السريع ومقتل عدد من قادتها البارزين، فيما تحدث عن تحركات لمرتزقة قادمين من ليبيا عبر الحدود الغربية بدعم من قوات تابعة للجنرال خليفة حفتر.

من جانبها، قالت شبكة أطباء السودان إن ميليشيا الدعم السريع قصفت مساء أمس مقر منظمة الهجرة الدولية بمدينة كادوقلي في ولاية جنوب كردفان بطائرات مسيّرة، ما أدى إلى مقتل خمسة أطفال، كما استهدفت صباح اليوم مخيماً للنازحين في منطقة العباسية تقلي، وأسفر القصف عن مقتل سبعة مدنيين بينهم نساء وأطفال وإصابة آخرين بجروح خطيرة.

وأضافت الشبكة أن فرقها الميدانية وثّقت نزوح 642 شخصاً من مدينة الفاشر إلى الولاية الشمالية خلال اليومين الماضيين، في ظل تدهور الأوضاع الإنسانية وغياب المساعدات الأساسية، مؤكدة أن النازحين يعيشون أوضاعاً كارثية بسبب نقص الغذاء والمياه والمأوى والخدمات الصحية، وسط توقعات بتزايد موجات النزوح مع استمرار القتال في دارفور وكردفان.