في شهر حافل بالنشاط والحركة، برزت الدبلوماسية اليمنية كقوة فاعلة على الساحة الدولية، حيث قاد معالي وزير الخارجية الدكتور شائع الزنداني سلسلة من التحركات الاستراتيجية التي عززت من مكانة اليمن، وحشدت الدعم الدولي لمواجهة التحديات القائمة، ورسمت ملامح مستقبل واعد. وقد عكست هذه الجهود رؤية ثاقبة وحنكة سياسية في إدارة أحد أكثر الملفات تعقيداً على مستوى العالم.
1. تعزيز الشراكات الاستراتيجية: لقاءات ثنائية مثمرة
في شهادة على الثقل الذي تحظى به الدبلوماسية اليمنية، أجرى الوزير الزنداني سلسلة من اللقاءات الثنائية رفيعة المستوى التي شكلت حجر الزاوية في جهود حشد الدعم الدولي.
• واشنطن - شراكة من أجل السلام: في لقاء استراتيجي مع السفير الأمريكي، نجح الدكتور الزنداني في تأكيد محورية اليمن كشريك أساسي في تحقيق الاستقرار الإقليمي. لم يقتصر النقاش على دعم جهود السلام فحسب، بل امتد ليشمل تأمين الملاحة في البحر الأحمر ومكافحة الإرهاب، مما يبرز الدور الحيوي الذي تلعبه الحكومة اليمنية في حماية المصالح الدولية.
• الرياض - دعم أخوي متواصل: جسّد لقاء الوزير الزنداني بالسفير السعودي عمق العلاقات الأخوية والراسخة بين البلدين. وقد أثمر اللقاء عن تأكيد الدعم السعودي المتواصل لليمن، وهو ما يُعد ركيزة أساسية لجهود تحقيق الاستقرار والتنمية.
• حضور فاعل في المحافل العربية: على هامش اجتماعات جامعة الدول العربية، أجرى الوزير الزنداني مباحثات هامة مع نظرائه، أبرزها لقاؤه بوزير الخارجية المصري، مما يعكس حرص اليمن على تعزيز التضامن العربي وتنسيق المواقف المشتركة.
• توطيد العلاقات مع القوى الآسيوية: في لفتة دبلوماسية رمزية، تسلم الوزير الزنداني خطاب تهنئة من نظيره الكوري الجنوبي بمناسبة الذكرى الأربعين للعلاقات بين البلدين، وهو ما يؤكد على امتداد جسور الصداقة اليمنية شرقاً وغرباً. كما بحث مع سفيري اليابان والصين سبل تعزيز العلاقات التاريخية ودفعها نحو آفاق أرحب.
2. صوت اليمن في المحافل الدولية: مشاركات ترسم المستقبل
لم تكتفِ الدبلوماسية اليمنية بالتحرك الثنائي، بل كان لها حضور بارز ومؤثر في أهم المنصات الدولية، حيث حمل الوزير الزنداني وفريقه هموم وتطلعات الشعب اليمني إلى العالم.
• الجمعية العامة للأمم المتحدة: كانت مشاركة اليمن في أعمال الجمعية العامة بنيويورك فرصة ذهبية لعرض رؤية الحكومة للسلام والتنمية. وقد نجح الوزير الزنداني في استثمار هذا المحفل لعقد لقاءات مكثفة، مؤكداً على التزام اليمن بالشرعية الدولية وسعيه الحثيث لإنهاء الصراع.
• مؤتمر شراكة الأمن البحري بالرياض: في تأكيد جديد على دور اليمن المحوري، شارك الوزير الزنداني في هذا المؤتمر الهام الذي ضم 35 دولة. وقد أبرزت هذه المشاركة الفاعلة إدراك العالم لأهمية استقرار اليمن في تأمين أحد أهم الممرات المائية العالمية.
• الدفاع عن القضايا العادلة: من خلال المشاركة في المؤتمر الدولي حول القضية الفلسطينية، والاجتماع الوزاري الطارئ لمناقشة العدوان على قطر، أثبتت دبلوماسية الوزير الزنداني أن اليمن، رغم جراحه، يظل جزءاً لا يتجزأ من أمته العربية والإسلامية، ومدافعاً صلباً عن قضاياها العادلة.
3. مواقف حاسمة وبيانات ترسم السياسات
عكست البيانات الصادرة عن وزارة الخارجية بقيادة الدكتور الزنداني موقفاً يمنياً صلباً وواضحاً تجاه المستجدات، مما عزز من مصداقية الحكومة الشرعية.
• خطوة تاريخية نحو العاصمة عدن: كان ترحيب الوزارة بقرار الأمم المتحدة نقل مقر المنسق المقيم إلى العاصمة المؤقتة عدن بمثابة انتصار دبلوماسي كبير. هذا الموقف، الذي قاده الوزير الزنداني وفريقه، يكرس عدن كمركز سياسي وإداري للدولة، ويوجه رسالة قوية للمجتمع الدولي حول جدية الحكومة في ممارسة مهامها من داخل الأراضي اليمنية.
• دعم الحلول السلمية: أبرز ترحيب الوزارة بخارطة الطريق لحل الأزمة في السويداء السورية، النهج الحكيم للدبلوماسية اليمنية في دعم الاستقرار الإقليمي وتشجيع الحلول السياسية للأزمات.
4. دبلوماسية لا تهدأ: البعثات اليمنية تعزز الحضور العالمي
بتوجيهات ومتابعة حثيثة من معالي الوزير، لعبت البعثات الدبلوماسية اليمنية في الخارج دوراً محورياً في تنفيذ رؤية الوزارة، حيث تحولت السفارات إلى خلايا نحل نشطة، من نواكشوط إلى بكين، ومن فيينا إلى برلين، عمل السفراء اليمنيون على تعزيز العلاقات الثنائية، وبحث فرص التعاون الاقتصادي والإنساني، وشرح تطورات الوضع في اليمن، مما خلق شبكة دعم دولية واسعة ومؤثرة.
ختاماً، يمكن القول إن شهر سبتمبر 2025 كان علامة فارقة في مسيرة الدبلوماسية اليمنية. فبقيادة حكيمة ورؤية استراتيجية من الدكتور شائع الزنداني، أثبتت اليمن قدرتها على التحرك بفاعلية على الساحة الدولية، وتحويل التحديات إلى فرص، وحشد الدعم اللازم لتحقيق تطلعات شعبها في السلام والاستقرار والتنمية.