أعلن عدد من الوزراء ونواب الوزراء المحسوبين على المجلس الانتقالي الجنوبي في الحكومة المعترف بها دولياً، اليوم الأحد، تأييدهم العلني للتصعيد الذي يقوده المجلس منذ مطلع الشهر الجاري، مؤكدين دعمهم لتحركاته السياسية والشعبية الهادفة إلى إعلان ما يسميه بـ“دولة الجنوب العربي”.
وأفادت مصادر “المصدر أونلاين” بأن بيانات وتصريحات صدرت عن وزراء في الحكومة، من بينهم وزير الخدمة المدنية والتأمينات عبدالناصر الوالي، ووزير الشؤون الاجتماعية والعمل محمد سعيد الزعوري، ووزير الزراعة والري والثروة السمكية اللواء سالم عبدالله السقطري، إلى جانب تصريحات لنائب وزير المياه ونائب وزير الإعلام، جميعها شددت على مساندة خطوات المجلس الانتقالي التصعيدية.
وجاءت هذه المواقف عقب الحشد الجماهيري الواسع الذي نظمه المجلس الانتقالي، أمس السبت، في ساحة العروض بمديرية خور مكسر في العاصمة المؤقتة عدن، والذي يعد الأكبر منذ إعلان ما يسمى بـ“الاعتصام المفتوح” مطلع الشهر الجاري.
وقال مراسل “المصدر أونلاين” إن ساحة العروض شهدت توافداً كبيراً لأنصار المجلس، وسط انتشار لافت للأعلام الشطرية واللافتات ذات الشعارات الانفصالية، إلى جانب هتافات دعت صراحة إلى إعلان “دولة الجنوب العربي”، في مشهد عكس تصعيداً سياسياً وإعلامياً متزامناً مع تعثر مشروع المجلس على الأرض.
وأضاف أن المجلس الانتقالي عمل على استقدام حشود إضافية من مديريات ردفان ومحافظة لحج إلى ساحة العروض، في محاولة لإظهار زخم شعبي واسع لفعاليته ورفع سقف مطالبه.
ويأتي هذا الحشد ضمن فعالية أعلن عنها المجلس مطلع الشهر، عقب تصعيد عسكري شهدته عدن وحضرموت، تحت مسمى “الاعتصام المفتوح”، مبرراً ذلك بالمطالبة بما يسميه “الاستقلال الثاني” وتمكين الجنوبيين من إدارة شؤونهم، في خطاب أعاد طرح شعارات انفصالية في توقيت بالغ الحساسية.
وتزامن التصعيد الداخلي مع تنظيم أنصار المجلس فعاليات احتجاجية داعمة له في عدد من العواصم والمدن العالمية، من بينها نيويورك ولندن ولاهاي، حيث رُفعت الأعلام الشطرية ورددت مطالب تدعو المجتمع الدولي للاعتراف بمشروع “دولة الجنوب”.
ويحاول المجلس الانتقالي، من خلال هذا التصعيد الجماهيري والإعلامي، توسيع دائرة الضغط على المجتمع الدولي ودفعه للتعاطي مع واقع يسعى لفرضه بالقوة، في ظل فشله في تحقيق أي اعتراف سياسي أو دولي بمشروعه الانفصالي رغم تصعيده العسكري المتكرر.
كما يأتي هذا التحشيد في وقت يتعرض فيه المجلس لضغوط متزايدة للانسحاب من المواقع التي سيطر عليها مؤخراً في محافظتي حضرموت والمهرة، والعودة إلى وضعه السابق، بعد أن قوبلت تحركاته برفض محلي واسع وتحذيرات إقليمية ودولية من مخاطر تفجير الأوضاع في مناطق ظلت بعيدة نسبياً عن مسار الصراع.
ولم يصدر حتى الآن أي موقف أو بيان رسمي عن رئيس مجلس القيادة الرئاسي الدكتور رشاد العليمي، وسط ترقب لما قد تسفر عنه الساعات القادمة.
