قال موقع "أكسيوس" الأميركي إن الخطة التي طرحها الرئيس الأميركي دونالد ترامب لإنهاء الحرب الإسرائيلية على غزة، والتي حظيت بموافقة قادة عرب ومسلمين خلال مشاورات سابقة، جاءت مختلفة تماماً عن النسخة التي أعلنها ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في البيت الأبيض أمس الاثنين، بعد تدخل الأخير لإجراء تعديلات جوهرية عليها.
وبحسب الموقع، فإن التغييرات التي أصر عليها نتنياهو ــ خاصة ما يتعلق بشروط الانسحاب من قطاع غزة والجداول الزمنية لذلك ــ أثارت استياءً واسعاً لدى مسؤولين من السعودية ومصر والأردن وتركيا، فيما حاول الوسيط القطري إقناع إدارة ترامب بعدم نشر الخطة المفصلة بسبب تلك الاعتراضات. لكن البيت الأبيض أصر على الإعلان عنها، مؤكداً أن الدول العربية والإسلامية تقف خلفها.
وأوضح التقرير أن التعديلات منحت إسرائيل سلطة الاعتراض على مراحل الانسحاب، وربطت أي تقدم في العملية بنزع سلاح حماس، مع الإبقاء على وجود عسكري إسرائيلي في محيط غزة "حتى ضمان زوال أي تهديد إرهابي"، وهو ما قد يعني ـ بحسب "أكسيوس" ـ بقاءً مفتوح المدى لقوات الاحتلال.
ونقل الموقع عن مصادر مطلعة أن وزير الخارجية القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني قدّم النسخة المعدلة من الخطة لوفد حماس في الدوحة، حيث أكد ممثلو الحركة أنهم سيدرسونها "بحسن نية"، بينما شدد ترامب على أن حماس أمامها "ثلاثة إلى أربعة أيام" للموافقة، وإلا ستواجه مزيداً من العدوان الإسرائيلي.
وتنص الخطة كذلك على تسليم المحتجزين الإسرائيليين خلال 72 ساعة من القبول، مقابل الإفراج عن نحو ألفي أسير فلسطيني، بينهم 250 من أصحاب المؤبدات، إلى جانب انسحاب إسرائيلي "متدرج وبطيء"، والسماح بخروج آمن لبعض قيادات حماس، وإدخال مساعدات إنسانية للقطاع.
لكن مراقبين حذروا من أن البنود مليئة بالثغرات وتفتقر إلى الضمانات، مشيرين إلى أن قبولها فلسطينياً يبدو بالغ الصعوبة، كونها تكرّس السيطرة الإسرائيلية على غزة وتلبي شروط نتنياهو التي روّج لها في جولات التفاوض الأخيرة، فيما يستمر القطاع تحت حرب إبادة منذ عامين.