بدأ عشرات الآلاف من الفلسطينيين النازحين صباح اليوم الاثنين العودة إلى شمال قطاع غزة، بعد أكثر من خمسة عشر شهراً من العدوان الإسرائيلي الذي خلف دماراً واسعاً في القطاع.
وأفادت القناة 12 الإسرائيلية بأن قوات الاحتلال بدأت الانسحاب من محور نتساريم، الذي شطر قطاع غزة إلى جنوب وشمال، منذ بدء العملية البرية في 27 أكتوبر/تشرين الأول 2023.
وكان جيش الاحتلال قد أعلن في وقت متأخر من مساء أمس السماح بعودة الفلسطينيين النازحين إلى شمال القطاع اعتباراً من الساعة السابعة صباحاً بالتوقيت المحلي، عبر طريق نتساريم وشارع الرشيد الساحلي، على أن يُسمح بمرور المركبات عبر طريق صلاح الدين ابتداءً من الساعة التاسعة صباحاً، بعد إجراءات تفتيش مشددة.
وفي هذا السياق، ذكرت إذاعة الجيش الإسرائيلي أن المركبات المتجهة شمالاً ستخضع للفحص من قبل شركة أمنية أميركية خاصة.
تحذيرات مشددة
من جانبه، أصدر جيش الاحتلال تحذيرات مشددة للسكان العائدين، طالبهم فيها بعدم الاقتراب من القوات المتمركزة في جنوب القطاع، ومن معبر رفح ومحور فيلادلفيا، كما حذر من السباحة والصيد في البحر خلال الأيام القادمة.
اتفاق العودة والإفراج عن الأسرى
جاءت عودة النازحين في إطار تفاهمات تم التوصل إليها بوساطة قطرية، حيث أعلنت الدوحة أن الاتفاق يقضي بقيام حركة حماس بالإفراج عن عدد من الأسرى الإسرائيليين، من بينهم الأسيرة “أربيل يهود”، على مراحل، مقابل السماح بعودة النازحين إلى شمال القطاع.
وبحسب ما نشرته وسائل إعلام إسرائيلية، فإن حكومة الاحتلال بقيادة بنيامين نتنياهو اشترطت الإفراج عن الأسيرة “يهود” لبدء عودة السكان، وسط خلاف بشأن تصنيفها، إذ تعتبرها المقاومة الفلسطينية “عسكرية”، بينما تصر إسرائيل على أنها “مدنية”.
وفي هذا السياق، أكدت حركة حماس أنها سلمت الوسطاء قائمة بأسماء الأسرى الذين سيتم الإفراج عنهم خلال المرحلة الأولى من الاتفاق.
وقف إطلاق النار
يأتي ذلك في ظل استمرار اتفاق وقف إطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ في 19 يناير/كانون الثاني الجاري، بوساطة مصرية وقطرية وأميركية، ويشمل فترة أولى مدتها 42 يوماً، يتبعها تفاوض حول مراحل لاحقة.
وخلال العدوان الإسرائيلي الممتد منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 وحتى وقف إطلاق النار، ارتكبت قوات الاحتلال -بدعم أميركي- مجازر أودت بحياة أكثر من 158 ألف شهيد وجريح فلسطيني، معظمهم من الأطفال والنساء، إضافة إلى أكثر من 14 ألف مفقود تحت الأنقاض.