أعلنت الخارجية السودانية، الخميس، ارتفاع عدد قتلى "مجزرة" قرية ود النورة بولاية الجزيرة، التي اتهمت قوات الدعم السريع بارتكابها، إلى 180.
وقالت الوزارة في بيان: "المجزرة البشعة التي ارتكبتها مليشيا الدعم السريع في قرية ود النورة بولاية الجزيرة، راح ضحيتها أكثر من 180 من القرويين العزل، بينهم أطفال ونساء".
وأضافت الخارجية أنّ "مجزرة ود النورة تفوق جرائم المجموعات الإرهابية المعروفة دوليا". واعتبرت أنها "تمثل أحد تداعيات تراخي المجتمع الدولي تجاه المليشيا الإجرامية (الدعم السريع) ومرتزقتها الأجانب"، مضيفة أنها "تماثل النهج الذي اتبع في مجازر الإبادة الجماعية في رواندا عام 1994".
واتهمت "الدعم السريع" بـ"ملاحقة الفارين من اعتداءاتها في مدينة الفاشر بإقليم دارفور (غرب) على أساس عرقي".
وبحسب البيان، طالبت الحكومة أن تكون هذه "المجزرة" نقطة تحوّل في نظرة المجتمع الدولي تجاه قوات الدعم السريع، ليتم اعتبارها "جماعة إرهابية تمثل خطراً على الإنسانية جمعاء".
وأعربت الحكومة عن أسفها لأنّ "عدداً من المنظمات الدولية والإقليمية عجزت حتى الآن عن إدانة، بطريقة صريحة وواضحة، جرائم الإبادة الجماعية والتطهير العرقي والجرائم ضد الإنسانية وغيرها من انتهاكات القانون الإنساني الدولي" التي ترتكبها "الدعم السريع".
في السياق، أفادت منظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسف"، في بيان لها، الخميس، بأنها تلقت "تقارير تفيد بمقتل ما لا يقل عن 35 طفلاً" في الهجوم الذي وقع على قرية ود النورة بولاية الجزيرة في وسط السودان.
ونقل البيان عن مديرة "يونيسف" كاترين راسل قولها "لقد شعرت بالرعب من التقارير التي تفيد بمقتل ما لا يقل عن 35 طفلاً وإصابة أكثر من 20 طفلاً خلال الهجوم الذي وقع (الأربعاء) على قرية ود النورة".
قوات الدعم السريع ترتكب مجزرة مروّعة في ود النورة
وكانت مصادر، قد كشفت لـ"العربي الجديد"، أول أمس الأربعاء، أن "قوات الدعم السريع حشدت عشرات المركبات القتالية وحاصرت القرية الواقعة في محلية القرشي، على الحدود مع ولاية النيل الأبيض، لعدة ساعات منذ الصباح، ثم أطلقت وابلاً من النار من الأسلحة الخفيفة والثقيلة قبل اقتحام القرية، مما أدى إلى مقتل العديد من أهالي القرية، بينهم صحافي وشقيقه".
وتوعّد رئيس مجلس السيادة، القائد العام للجيش السوداني الجنرال عبد الفتاح البرهان، بأنّ الرد على "جرائم المليشيا بحق شهداء ود النورة سيكون قاسياً"، وأضاف خلال خطاب له، الخميس، من قيادة الفرقة 18 مشاة بمدينة كوستي، أنّ الجيش "سيقاتل مليشيا الدعم السريع الإرهابية للنهاية حتى لو بقي آخر جندي في القوات المسلحة".
وفجر الخميس، اتهم مجلس السيادة قوات الدعم السريع بارتكاب "مجزرة" راح ضحتيها أكثر من 100 شخص، بينما قالت الأخيرة إنها هاجمت 3 معسكرات تضم عناصراً من الجيش والمخابرات ومتطوعين.
ووجه لها الاتهام نفسه لجان مقاومة سودانية (ناشطون)، التي تشكلت في 2019، حيث قادت، آنذاك، الاحتجاجات الشعبية ضد الرئيس عمر البشير، وتعمل في ظل الحرب الحالية على توفير الخدمات للسكان المحليين، بما يشمل توفير الماء والطعام.
وتسبب الهجوم بموجة تنديد واسعة من منظمات سودانية وأممية، ومطالبات بإجراء تحقيق فوري في ملابسات الحادث، ومحاسبة المسؤولين عن ذلك.
ومنذ منتصف إبريل/ نيسان 2023، يخوض الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان، وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو "حميدتي" حرباً خلّفت نحو 15 ألف قتيل وأكثر من 8 ملايين نازح ولاجئ، وفقاً للأمم المتحدة.