أعلنت الوحدة التنفيذية لإدارة مخيمات النازحين في اليمن تضرر أكثر من 3 آلاف أسرة نازحة في 5 محافظات جراء سيول وفيضانات الأمطار مع استمرار تفاقم الوضع جراء تأثيرات المنخفض الجوي الذي يضرب شرقي البلاد، منذ الأربعاء.
ووجهت الحكومة اليمنية المعترف بها، “نداء استغاثة عاجلًا”، ناشدت فيه المجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية سرعة مساندة جهودها في مواجهة تداعيات الأمطار والسيول.
ويشهد اليمن ضمن تداعيات التغير المناخي، الذي يمثل تحديًا إضافيًا بجانب ما يفرضه الصراع من تحديات جسام، هطولًا متزايدًا للأمطار، مؤخرًا، على عدد من المحافظات، بما فيها المحافظات الشرقية؛ ما تسبب بسيول وفيضانات ألحقت الكثير من الخسائر.
وأعلن مركز الإنذار المبكر في محافظة حضرموت، أمس الأحد، بدء انحسار لتأثيرات المنخفض الجوي في المحافظة؛ في الوقت الذي ما زالت فيه الحالة الجوية الموسمية تخضع لاحتمالات عديدة قد تخلف تداعيات أسوأ مما هي عليه حاليًا.
وألحق المنخفض الجوي، الذي ضرب عُمان والإمارات قبل أن يصل إلى اليمن، خسائر وأضرارًا كبيرة في المنازل والطرقات والمزارع، وبخاصة في محافظة حضرموت، التي ما زالت تحت تأثير المنخفض.
وحسب وسائل إعلام رسمية وغير رسمية فإن ما تم الإعلان عنه من وفيات بمحافظة حضرموت وحدها هي أربع وفيات.
وأكدت صحيفة صوت حضرموت، أمس الأحد، وفاة ثلاثة شباب جرفتهم السيول في وادي العين في المحافظة الأكبر مساحة والأغنى نفطًا في اليمن.
وأوضحت في منشور على منصة إكس أن الضحايا الذين ينتمون لآل جلال عبيدة توفوا جراء جرف سيول وادي عبيدة لسيارتهم في جسر غورب.
وكانت وكالة الأنباء الحكومية نقلت، الخميس، عن وكيل محافظة حضرموت للشؤون الفنية، أمين رزيق، وفاة مواطن جراء السيول الناجمة عن الأمطار الغزيرة.
ولم يَصدر حتى، الأحد، بيان رسمي بالوفيات والأضرار الناجمة عن تأثيرات الحالة الجوية المضطربة في شرق وجنوب البلاد منذ الأربعاء.
لكن المؤكد هو أن ثمة أضرارًا وخسائر “جسيمة” في البنية التحتية والممتلكات العامة والخاصة، بالإضافة إلى خسائر في الأرواح حتى الآن، جراء تأثر البلاد بالمنخفض الجوي وتزايد هطول الأمطار؛ ونتيجة لذلك أعلنت وزارة التخطيط والتعاون الدولي في الحكومة المعترف بها دوليًا “نداء استغاثة عاجلًا”، ودعت “جميع الشركاء الإقليميين والدوليين من الدول والمؤسسات المالية والمنظمات الدولية والإنسانية إلى دعم جهود الحكومة اليمنية في التصدي للأضرار الناجمة عن المنخفض الجوي الذي يضرب محافظتي حضرموت والمهرة حاليًا، وتسبب في هطول أمطار غزيرة ، أدت إلى فيضانات وسيول في المحافظتين؛ مما ألحق أضرارًا جسيمة بالبنية التحتية والممتلكات العامة والخاصة”.
وأهابت الوزارة “بجميع الشركاء الاستجابة السريعة، وتقديم الدعم العاجل بكل أشكاله لإغاثة المتضررين، وإعادة تأهيل البنية التحتية، ومنع مزيد من الخسائر في الأرواح والممتلكات”.
وأفاد النداء بأن مصادر محلية تؤكد “وجود مخاطر محتملة لحدوث انهيارات صخرية في بعض المناطق الجبلية نتيجة غزارة الأمطار وتشبع التربة بالمياه، الأمر الذي يهدد حياة السكان ويعرض ممتلكاتهم للخطر”.
وأكدت الوزارة، في البيان المنشور على موقعها الإلكتروني، أن هذا “الوضع الخطير والناجم عن المنخفض الجوي يتطلب تدخلًا عاجلًا وشاملًا لمواجهة تداعياته، وتخفيف معاناة المواطنين المتضررين، ومنع حدوث كوارث إضافية، قد تنجم عن الانهيارات الصخرية المحتملة”.
فيما ذكر وكيل المحافظة لشؤون مديريات الوادي والصحراء، رئيس لجنة الطوارئ، عامر سعيد العامري، اليوم الأحد، أن اللجنة تعاملت مع كل البلاغات المرفوعة لها من اللجان الفرعية بالمديريات طوال أيام المنخفض، ولا تزال اللجنة في حالة انعقاد دائم.
ونقلت عنه وكالة الأنباء الحكومية قوله إن الجهات المختصة عملت وبشكل مستمر ووفق الإمكانيات المتاحة على فتح الطرق، والرفع بالمسارات البديلة في حالة الانقطاع الكامل، موضحًا أن هناك “خسائر وأضرارًا مادية في الطرقات والمزارع والبنية التحتية، مشيرًا إلى أن اللجان تعمل على حصرها والرفع بها ليتم العمل عليها وفق الخطط العاجلة وكذا طويلة الأمد”.
وذكرت الوكالة الحكومية، السبت، أن الأمطار ومياه السيول المتدفقة منذ مساء الجمعة وصباح السبت، ألحقت أضرارًا بالطرقات المؤدية إلى عدد من مناطق غرب وشرق وادي حضرموت وإلى مناطق مديريات الصحراء.
وأعلن مركز الإنذار المبكر من الكوارث الطبيعية في حضرموت، اليوم الأحد، بداية انحسار تدريجي للحالة الجوية الربيعية الموسمية الناتجة عن تأثير (أخدود منخفض جوي) ابتداء من مساء الأحد.
وتوقع استمرارية فرص هطول أمطار محلية على أجزاء من رؤوس الأودية والهضاب الداخلية والمرتفعات الساحلية خلال اليومين القادمين، داعيًا المواطنين إلى أخذ الحيطة والحذر من استمرارية تدفق بعض السيول المنقولة من الأمطار التي هطلت خلال الساعات الماضية.
في محافظة شبوة شرقي البلاد، التي تتعرض للمنخفض الجوي أيضًا، ناقش اجتماع للجنة الطوارئ بالمحافظة، اليوم الأحد، “مستوى الجاهزية العامة لمواجهة تداعيات المنخفض الجوي الذي تتعرض له المحافظة حاليًا” طبقًا للوكالة الحكومية.
الأسرة النازحة
لم يقتصر تأثير الأمطار الغزيرة في اليمن على تداعيات المنخفض الجوي الذي يضرب المحافظات الشرقية، بل امتد إلى محافظات أخرى في جنوب البلاد شهدت هطولًا غزيرًا للأمطار، ما تسبب بسيول وفيضانات ألحقت أضرارًا بمخيمات النازحين.
وأكد تقرير صادر عن الوحدة التنفيذية لإدارة مخيمات النازحين في اليمن، تضرر أكثر من 3 آلاف أسرة نازحة جراء الأمطار الغزيرة والسيول والفيضانات في 5 محافظات في شرق وجنوب وشمال شرق البلاد.
وذكرت الوحدة التنفيذية أن الأمطار الغزيرة التي هطلت في محافظة حضرموت، ألحقت أضرارًا في نحو 800 أسرة نازحة، في وقت ما يزال فيه تقييم الأضرار مستمرًا جراء تدفق فيضانات تضررت منها المحافظة بشكل عام ومخيمات النازحين بشكل خاص، فيما تضررت 1700 أسرة في محافظة الجوف تضم نحو 9100 فرد، فيما أدت فيضانات الأمطار في محافظة شبوة إلى تضرر 30 أسرة في مخيمات النازحين.
كما ذكر التقرير أن الوحدة رصدت جراء الأمطار تضرر 458 أسرة من مخيمات النازحين في مديرية زنجبار بمحافظة أبين، و50 أسرة في محافظة الضالع. وأوضح التقرير أن الرصد للأضرار في المحافظات ما زال مستمرًا.
على صعيد استمرار حالة النزوح في اليمن جراء الصراع المستمر هناك منذ أكثر من تسع سنوات، أعلنت الوحدة التنفيذية أنها رصدت خلال الفترة من 1 يناير/ كانون الثاني وحتى 30 مارس/ آذار، نزوح 1.057 أسرة تضم 5632 فردًا نزحوا من 20 محافظة، وتوزعوا على 10 محافظات.
تفشي الكوليرا
في السياق الإنساني، أكدت الأمم المتحدة استمرار تفشي وباء الكوليرا في جميع أنحاء البلاد مع تدهور الخدمات الصحية وسوء التغذية.
وقال وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، مارتن غريفيث، في منشور قصير على منصة إكس، إن وباء الكوليرا ينتشر في جميع أنحاء البلاد بسبب سوء التغذية وانعدام الأمن الغذائي.
وأوضح أن “التمويل العاجل والموسع لعمليات الإغاثة أمر بالغ الأهمية وشريان حياة لملايين الأشخاص”.
وكانت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أوضحت، الجمعة، أن المركز الذي أنشأته استجابة للعدد المتزايد من حالات الاسهالات المائية الحادة، بما في ذلك الكوليرا، في اليمن في نوفمبر/ تشرين الأول الماضي في مستشفى منبه الريفي بمحافظة صعدة (شمال) قد عالج حتى الآن 2300 حالة، وفق منشور لها على منصة إكس.
وكانت الأمم المتحدة أعلنت الأسبوع الماضي، أن الموجه الثانية من تفشي الوباء الذي صار مستوطنًا في اليمن جراء الحرب سجلت أكثر من 14 ألف شخص يشتبه بإصابته.
وقال تقرير: “حتى السابع من أبريل/ نيسان تم الإبلاغ عن أكثر من 11 ألف حالة مشتبه بها في المناطق التي تسيطر عليها جماعة “أنصار الله” (الحوثيون) مع 75 حالة وفاة مرتبطة بها مقارنة بحوالي 3200 حالة مشتبه بها في المناطق التي تسيطر عليها الحكومة منذ أكتوبر/ تشرين الأول الماضي”.