موجة جديدة من كورونا في اليمن.. وضع صحي متهالك واحترازات منعدمة "تقرير"

كورونا في اليمن
كورونا في اليمن
تقارير

تستمر موجة فيروس كورونا في اليمن، وسط واعتراف خجول من قبل الحكومة الشرعية، وتكتم شبه كامل من قبل جماعة الحوثيين بصنعاء، فبحسب متابعين فإن ارتفاع أعداد الإصابات وحالات الوفيات الغامضة كلها تشير إلى أن موجه جديدة وعاتية من كورونا تعصف باليمن.

وتعاني المستشفيات والمراكز الصحية من نظام صحي متهالك وشبه منهار وترفض استقبال المرضى والمصابين بالفيروس، وكأنه عار يلاحق المرضى والمصابين به، فيلجأ الكثير منهم إلى الإعتزال في منزله والتخفي حتى يتعافى أو يُتوفى.

فالحرب التي اندلعت منذ ست سنوات فاقمت من معاناة اليمنيين، ونيرانها أحرقت الكثير من المقاتلين والأبرياء، غير أن فيروس كورونا الذي بدأ بالإجهاز على الأبرياء في منازلهم في المدن الآمنة والقرى البعيد عن جبهات القتال.

فقد ارتفعت خلال الأيام الماضية حصيلة الضحايا بشكل أرعب المتابعين للشأن اليمني، ففي حين تخرج لجنة الطوارئ الحكومية بإحصائيات يومية يشكك المراقبين بدقتها، هناك أضعاف تلك الأرقام لم تدخل سجلات الدولة في مناطق سيطرة الحكومة الشرعية.

أما في منطق سيطرة جماعة الحوثي فالأرقام هي الأخرى كبيرة ولم تصدر أي إحصائيات من سلطات الجماعة، بينما يرى المتابعون بيانات النعي والوفيات عبر وسائل التواصل الاجتماعي، ولعل آخر الضحايا البارزين لفيروس فكورونا في العاصمة صنعاء كان الأستاذ الدكتور خالد نشوان استشاري الجراحة العامة.     

ارتفاع متسارع بأعداد الإصابات

موجة جديدة ومباغتة لفيروس كورونا منذ بداية مارس الماضي، حيث امتلأت على إثرها مراكز العزل الصحي، المحدودة أصلاً، ورفضت الكثير من المستشفيات، بسببها استقبال المزيد من الحالات المصابة بالفيروس.

وخلال خمسة أسابيع، أعلنت وزارة الصحة في الحكومة الشرعية، عن تسجيل أكثر من (4620) حالة، منها (916) وفاة و(1691) حالة تعافٍ. في وقتٍ ترجح فيه المصادر الطبية، أن يكون العدد الفعلي، أعلى بكثير، حيث يرفض الغالبية من المصابين التوجه للمراكز الصحية المخصصة، المحدودة في الأصل.

وكان وزير الصحة في عدن، قاسم بحيبح قد أعلن السبت الماضي أن "أسطوانات الأوكسجين وأجهزة العناية"، لدى الجهات الصحية "نفذت"، وأن غرف العناية بمراكز العزل وصلت لطاقتها الاستيعابية القصوى.

الأمم المتحدة: البيانات الرسمية لا تعكس الانتشار الحقيقي لكورونا باليمن

قالت الأمم المتحدة، إنه لأسباب عديدة، فإن البيانات الرسمية لا تعكس الانتشار الحقيقي لفيروس كورونا في اليمن. ودعا مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية "أوتشا"، في تغريدة على صفحة مكتبه في اليمن، اليوم، الجميع إلى توخي الحذر والالتزام بالممارسات الاحترازية، للحد من انتشار أوسع للفيروس ولتفادي مزيد من التدهور في الوضع.

 

إعلان لجنة الطوارئ لإجراءات احترازية

وكانت  "اللجنة العليا للطوارئ لمواجهة فيروس كورونا"، التابعة للحكومة الشرعية، قد أعلنت في  22 مارس الماضي،  تعليمات جديدة وتوجيهات تتضمن إجراءات احترازية، للحد من تفشي الوباء.

وشملت التوجيهات، إعلان الطوارئ الصحية في كل المحافظات ورفع الجاهزية في المراكز الصحية والمستشفيات، وتوجيه السلطات المحلية بإغلاق القاعات والنوادي وصالات الأفراح، وتنظيم الأسواق والمولات وتقليص مدة عملها، بالإضافة إلى إلزام كافة المؤسسات الرسمية الحكومية والمحلية بتعليق كافة الأنشطة الجماهيرية والاحتفالات والفعاليات الرسمية غير الضرورية، وصولاً إلى تفعيل قرار حظر التجوال الجزئي بحسب تقديرات السلطات المحلية في المحافظات، وغيرها من الإجراءات.

الأطباء حائط الصد الأول ضد الفيروس يقدمون 75 ضحية

نقابة الأطباء والصيادلة اليمنيين نعت في بيان لها الأستاذ الدكتور خالد نشوان استشاري الجراحة العامة، وله العديد من الاكتشافات الطبية والذي وافته المنية الخميس، والذي يعد الشهيد رقم 75 من أعضائها ورموزها الأوفياء، الذين رحلوا في مواجهة جائحة فيروس كورونا، منذ بدء تفشي الوباء في البلاد في أبريل/نيسان 2020.

 

جماعة الحوثي تكتم عن انتشار كورونا

وفي العاصمة صنعاء أيضاً، رفضت وزارة الصحة التابعة لجماعة الحوثي الانقلابية، الإفصاح عن أي بيانات بشأن أرقام الإصابة المسجلة، حيث يتفشى الوباء بصورة مقلقة، وفقاً لمصادر طبية.

وتحدثت أنباء عن إصابة رئيس الحكومة التابعة للحوثيين، عبدالعزيز بن حبتور، إذ أكدت وسائل إعلام رسمية وقيادات تابعة للجماعة، تدهور حالته الصحية، من دون الإفصاح عن الملابسات.

 وأعلنت جماعة الحوثي، وفاة وزير النقل في الحكومة ذاتها، زكريا الشامي، بسبب ما قالت الروايات الرسمية بأنه "مرض عضال ألم به"، في حين تحدثت مصادر أخرى، عن أنه توفي متأثراً بإصابته بفيروس كورونا.

 

إمكانات ضعيفة وغياب للاحترازات

تكتسب الموجة الجديدة من كوفيد-19، خطورة متزايدة، بالنظر إلى وتيرة التفشي المتزايدة، إضافة إلى حالة الانعدام شبه الكلي، لأي احترازات في أوساط عموم المجتمع اليمني، على نحو يصل أحياناً، حد السخرية من التحذيرات، خلافاً لما كان عليه الأمر قبل عام، حين وصلت التحذيرات وإجراءات الحجر الصحي والتباعد الاجتماعي، ذروتها، في كثير من بلدان العالم.

وذكرت تقارير صحفية أن من أهم الأسباب في انتشار فيروس كورونا هو عودة اليمنيين من الخارج والعديد منهم قام باستخراج فحوصات مزورة كما يحدث مع القادمين من جمهورية مصر، وكذلك عدم خضوع القادمين إلى الأراضي اليمنية لفترة الحجر المنزلي، وعدم تشديد الإجراءات الاحترازية من قبل السلطات.