لا تختلف معتقلات الحوثي في اليمن عن معتقلات بن خالته الأسد في سوريا غير ببعض الإجراءات. هناك تفاصيل مرعبة لمختطفين يمنيين تتشابه مع التفاصيل التي رأيناها لمختطفين سوريين مثل ذلك الشاب السوري الذي خرج فاقداً للذاكرة، أو لمعتقلين يمنيين ماتوا في المعتقلات الحوثية من التعذيب. سأذكر بعض الحالات، التي ربما لم يسمع بها إلا القلة.
هل سمعتم من قبل عن "محمد الحاج"؟. حسناً، سأذكر بعض تفاصيله: محمد الحاج، عامل بناء، تجاوز سن الثلاثين ولم يتزوج، لأنه منشغل بإعالة أمه وشقيقاته بعد موت والده. في مارس 2018، كان محمد الحاج على وشك الانتهاك من بناء المدماك الأخير لأحد المنازل القريبة من مصنع السمن والصابون غرب تعز. كان مهموماً لانتهاء العمل، لم يدعه أحد للبناء، ما يعني أنه سيعيش وقتاً فارغاً لا يحصل فيه على مردود مادي لإعالة أسرته. بينما هو على هذا الحال، أقبل أبو علي الشامي مع مرافقيه، ظن محمد الحاج أن الشخص الذي أتى، من الأبهات الذين يبنون الفلل، فهو مجرد شاقي لا يعرف عن الأحداث وطبيعتها أي شيء، على الرغم من أن شعارات الصرخة كانت تزين السيارة التي أتى بها الرجل الأبهة.
هل تريدون أن تعرفوا ما حدث بعدها؟!
القيادي الحوثي، المدعو أبو علي الشامي، اختطف اليمني الشاقي، محمد الحاج إلى معتقل الصالح سيء الصيت، حينها. بعد أشهر، أطلق الحوثيون محمد الحاج مشلولاً. الشاب الذي كان يتحرك لأجل أمه وشقيقاته، كان مشلولاً، سيحمل إلى زاوية غرفته حملاً ليعيش بجسد مقعد في الزاوية، ينهار باكياً كلما تحركت والدته لاستجداء فاعلي الخير من أجل باكت دواء!.
هل يوجد فرق بين ما يفعله الحوثيون وما يفعله الأسد؟
لا فرق..
في مراكز الاحتجاز الحوثية يموت المعتقلين من غير تهم، تماماً كما يموت المعتقلين في مراكز احتجاز بشار الأسد. إن كان هناك فرق، فهو أن الحوثيين يستدعون أهالي المعتقل لاستلام الجثة والنظر لآثار التعذيب على جسده ودفنه تحت الضغط.
هل تعرفون محمد التويتي؟ لا بأس أن نسرد موجزاً لهذا المواطن الذي كان يبلغ من العمر 35 سنة فقط، قبل تعذيبه حتى الموت.
اختطف الحوثيون محمد التويتي، في نوفمبر 2017. عرفت الأسرة تفاصيل اختطافه بعد الاستدعاء لتسليم الجثة.
أوقفت نقطة تفتيش حوثية في مدينة دمت بمحافظة الضالع، محمد التويتي الذي كان عائداً إلى يريم في محافظة إب. لم تعرف الأسرة مكانه، تبين أن محمد كان يتعرض للتعذيب بوحشية لم يستطع من قسوتها أن يبقى على قيد الحياة. وفي خضم البحث عنه، وجدته الأسرة في ثلاجة الموتى.
لماذا نذهب بعيداً، إذا كانت حوادث اختطاف وإخفاء اليمنين، طريةً من عهدٍ قريب.
هل تذكرون مئات الشباب والأطفال والكبار، الذين اختطفهم الحوثيون في سبتمبر الماضي؟
لا تهمة لهم غير النية.. نية الاحتفال بسبتمبر.. هكذا استبصر الحوثيين نواياهم واختطفهم بلا أي سند أو مسوغ..
أين محمد المياحي ورفاقه؟ ما ذنب المغترب الذي عاد ليبتهج مع أسرته فأخذته إلى المعتقل؟ لماذا تمنع إطلاق المعلم المريض من سجنك وهو يرزح تحت عذابك خارج السجن؟. كيف تحكم بالإعدام على موهوب تقني امتلك مشروعاً رقمياً لم يمكنك من الاستيلاء عليه، مثل عدنان الحرازي؟. ما ذنب النساء: فاطمة العرولي، انتصار الحمادي، المضواحي، سحر الخولاني، وعشرات النساء المختطفات على ذمة عملهن.
لا بأس أيضاً بتذكيركم بقصة فتاة من محافظة الحديدة، أعتقد أنكم لا تعرفون قصتها. هذه الفتاة اعتقلتها أجهزة المخابرات الحوثية في الحديدة، تلقت صنوف التعذيب، ثم نقلوها إلى العاصمة صنعاء، حسب شهادات موثقة لسجينات مفرج عنهن، فقد كانت بنت الحديدة: مشلولة في السجن المركزي بصنعاء.. فقدت الحركة من شدة التعذيب.
هل تعرفون قصتها؟ لا بأس بإيجازها بهذا السطر: كانت تكافح ظروف الحياة، بمشروع صغير لتجميل النساء، قبل أن تجد نفسها متهمة بالتخابر مع دول العدو.
•يمن شباب