تفش واسع لمرض الحصبة في إب وسط تفاقم الوضع الصحي وتجاهل سلطات الحوثيين

عامة

إب – تشهد محافظة إب، وسط اليمن، تفشيًا واسعًا لمرض الحصبة، في ظل تدهور حاد في المنظومة الصحية، وتزامنًا مع انتشار أوبئة أخرى مثل الكوليرا والدفتيريا، وسط تجاهل من سلطات الحوثيين المسيطرة على المحافظة.

وأفادت مصادر طبية ومحلية متطابقة أن مستشفيات المدينة الحكومية والخاصة، بالإضافة إلى المراكز الصحية في المديريات والريف، تستقبل يوميًا عشرات الحالات المصابة بالحصبة، معظمهم من الأطفال.

وأكدت المصادر أن مستشفى السحول، الواقع شمال مركز المحافظة والمخصص لاستقبال حالات الأوبئة، شهد خلال الأيام الماضية توافد أعداد كبيرة من المرضى، ما تسبب في ضغط كبير على قدراته الاستيعابية والخدمية.

وفي وادي الجنات بمديرية بعدان، رُصدت حالات عديدة من الإصابة، من بينها خمسة أشقاء نُقلوا إلى المستشفى بعد ظهور أعراض متقدمة عليهم، ما يعكس انتشار المرض بشكل مقلق في أوساط السكان، خاصة في المناطق الريفية التي تفتقر إلى خدمات الرعاية الصحية الأساسية.

وتزايدت شكاوى المواطنين والناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي من غياب أي دور فعّال للجهات الصحية التابعة للحوثيين، وعدم اتخاذ أي إجراءات وقائية أو علاجية للحد من تفشي المرض، وسط مخاوف من تحوّله إلى كارثة صحية في ظل غياب اللقاحات وخدمات الاستجابة الطارئة.

ويُعد مرض الحصبة من الأمراض الفيروسية المعدية التي تصيب الأطفال بشكل رئيسي، وقد تؤدي مضاعفاته إلى الوفاة في حال عدم تلقي العلاج المناسب. ومن أبرز أعراضه ارتفاع في درجة الحرارة، وسعال جاف، وزكام، واحمرار العينين، وطفح جلدي ينتشر في مختلف أنحاء الجسم.

وتعاني محافظة إب من أوضاع صحية متدهورة منذ سنوات، نتيجة الانهيار الكامل في البنية التحتية للقطاع الصحي، وتوقف حملات التحصين، بالإضافة إلى استحواذ جماعة الحوثي على المساعدات الطبية والإنسانية، وتحويلها لخدمة مجهودها الحربي أو توزيعها عبر شبكات محسوبة على قياداتها.

يُذكر أن المنظمات الدولية كانت قد حذّرت في تقارير سابقة من تزايد خطر الأوبئة في اليمن، خصوصًا في المناطق التي تخضع لسيطرة الحوثيين، بسبب محدودية الوصول، وغياب الشفافية، وتوظيف الموارد الصحية لأغراض غير إنسانية.