استشهاد 6 صحافيين فلسطينيين في قصف إسرائيلي على مجمع ناصر بخانيونس

عربية

 

واصل الاحتلال الإسرائيلي جرائمه ضد الصحافيين الفلسطينيين، إذ استُشهد اليوم الاثنين ستة من العاملين في المجال الإعلامي، وأصيب عدد آخر، جراء قصف صاروخي مباشر استهدف مبنى داخل مجمع ناصر الطبي في مدينة خانيونس، جنوبي قطاع غزة.

وبحسب مصادر إعلامية فلسطينية، فقد أسفر القصف عن استشهاد كل من:

  • حسام المصري، مصوّر تلفزيون فلسطين

  • محمد سلامة، مصوّر قناة الجزيرة

  • مريم أبو دقة، مصوّرة صحافية متعاونة مع وكالة أسوشييتد برس

  • معاذ أبو طه، مصوّر صحافي حر

  • أحمد أبو عزيز، مراسل صحافي

  • حسن دوحان، صحافي، استشهد لاحقاً برصاص الاحتلال في خانيونس

كما أصيب عدد من الصحافيين، من بينهم حاتم عمر، إضافة إلى مسعفين وعناصر من الدفاع المدني في الغارات اللاحقة.

حصيلة ثقيلة واستهداف ممنهج

برحيل هؤلاء الصحافيين، يرتفع عدد شهداء القطاع الإعلامي الفلسطيني منذ بداية الحرب إلى 246 صحافياً وصحافية، وفق ما أعلنت نقابة الصحافيين الفلسطينيين، التي أكدت أن الاحتلال يتعمد استهداف العاملين في الإعلام لمنع نقل الحقيقة وطمس الجرائم.

وكان المصوّر خالد المدهون من تلفزيون فلسطين قد استُشهد السبت الماضي، في استهداف مباشر من طائرات الاحتلال شمال قطاع غزة، أثناء تغطيته الميدانية.

استنكار واسع وتحقيق "إسرائيلي" شكلي

وفي محاولة للحد من الغضب الدولي، أصدر جيش الاحتلال بياناً أعرب فيه عن "أسفه" لمقتل الصحافيين، معلناً أن رئيس الأركان إيال زامير أمر بإجراء "تحقيق أولي" في ملابسات الهجوم، مدعياً أن الجيش "لا يستهدف الصحافيين بصفتهم هذه"، ويحرص على تقليص الأضرار في صفوف غير المتورطين.

إلا أن منظمات إعلامية عالمية كـرويترز وأسوشييتد برس سارعت إلى التعبير عن حزنها واستنكارها، بعد فقدان مصورين متعاونين معها في الضربات الجوية الإسرائيلية. وقال متحدث باسم "رويترز":

"نشعر بالأسى لعلمنا بمقتل المتعاقد معنا حسام المصري وإصابة حاتم خالد بجروح في قصف مستشفى ناصر".

من جهتها، وصفت وكالة "أسوشييتد برس" استشهاد مريم أبو دقة بأنه "صادم ومحزن"، مشيرة إلى تعاونها معها منذ بداية العدوان على غزة.

أما قناة الجزيرة، وبعد استشهاد مصورها محمد سلامة، فقد أعلنت أن إسرائيل "سجلت رقماً غير مسبوق في استهداف الصحافيين"، واصفة حربها بأنها "الأكثر دموية بحق الإعلاميين في التاريخ الحديث".

نقابة الصحافيين: سياسة ممنهجة لإسكات الشهود

وفي بيان شديد اللهجة، قالت نقابة الصحافيين الفلسطينيين إن إسرائيل تتعامل مع الصحافة الفلسطينية كـ"خطر استراتيجي"، وإن استهداف الإعلاميين جزء من سياسة ممنهجة لإخفاء جرائم الحرب والإبادة.

وأكدت النقابة أن ما يجري هو جريمة حرب وجريمة ضد الإنسانية وفق القانون الدولي، داعية إلى ملاحقة إسرائيل أمام المحكمة الجنائية الدولية، ووصفت استمرار استهداف الصحافيين بأنه انتهاك صارخ لاتفاقيات جنيف والإعلان العالمي لحقوق الإنسان.

أرقام دامية واستهداف للبنية الإعلامية

ووفقًا للمكتب الإعلامي الحكومي في غزة ونقابة الصحافيين، فقد بلغ عدد الشهداء من الصحافيين منذ اندلاع العدوان في 7 أكتوبر 2023 وحتى منتصف أغسطس 2025:

  • 246 شهيداً من العاملين في الإعلام

  • 26 شهيدة من الصحافيات

  • 480 إصابة بين الصحافيين

  • 49 صحافياً تعرضوا للاعتقال

كما دمّر جيش الاحتلال البنية التحتية للقطاع الإعلامي، حيث استُهدفت:

  • 12 مؤسسة صحافية ورقية

  • 23 وسيلة إعلام رقمية

  • 11 إذاعة

  • 16 قناة تلفزيونية (بينها 12 دولية)

  • 5 مطابع رئيسية و22 مطبعة صغيرة

  • 5 مؤسسات نقابية ومهنية

  • 32 منزلاً لصحافيين تم قصفها بشكل مباشر

حظر على الإعلام الأجنبي

ورغم تصاعد المطالب الدولية، لا تزال إسرائيل تمنع دخول المراسلين الأجانب إلى قطاع غزة. ووقّعت 27 دولة على بيان مشترك يطالب بإنهاء هذا الحظر، وضمان حماية الصحافيين الفلسطينيين، والسماح بحرية التغطية الإعلامية من داخل القطاع المحاصر منذ أكثر من 22 شهراً.

خسائر مادية فادحة

قدّر المكتب الإعلامي الحكومي خسائر قطاع الإعلام في غزة بأكثر من 400 مليون دولار، نتيجة القتل والتدمير الممنهج، إلا أن 143 مؤسسة إعلامية لا تزال تواصل عملها رغم الظروف القاسية، مما يعكس إصرار الصحافيين الفلسطينيين على أداء رسالتهم.