44  مؤسسة إسلامية بريطانية تطالب بوقف تسليح إسرائيل والاعتراف بفلسطين

دولية

 

بعثت 44 من كبرى المساجد والمؤسسات الإسلامية في بريطانيا، أمس الجمعة، برسالة مفتوحة إلى رئيس الوزراء كير ستارمر، تطالبه باتخاذ موقف واضح وحاسم تجاه العدوان الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة، من خلال الوقف الفوري لمبيعات الأسلحة لإسرائيل والاعتراف الرسمي بدولة فلسطين.

وضمت الرسالة توقيعات مؤسسات بارزة، من بينها: مسجد شرق لندن، ومسجد برمنغهام المركزي، ومسجد فينسبري بارك، والمركز الإسلامي في ريجنتز بارك، وهو ما يعكس اتساع نطاق الغضب في أوساط الجالية المسلمة البريطانية من مواقف الحكومة البريطانية.

 

إدانة لفشل الحكومة ومطالب واضحة

أعرب الموقعون عن استيائهم الشديد من فشل الحكومة البريطانية في منع المجاعة والمعاناة التي يواجهها المدنيون في غزة، متهمين الحكومة بالتواطؤ غير المباشر عبر صمتها وتقاعسها عن مساءلة إسرائيل على جرائمها المستمرة.

وأكدت الرسالة:

"على مدى أكثر من 18 شهرًا، شهدنا معاناة ودمارًا لا يُحتملان في غزة... من الواضح أن إسرائيل تستخدم سلاح التجويع كأداة حرب ضد سكان مدنيين عزل، في انتهاك للقانون الإنساني الدولي".

وطالبت الرسالة الحكومة باتخاذ سلسلة إجراءات من أربع نقاط رئيسية:

  1. إعلان وقف فوري لإطلاق النار في غزة.
  2. الإفراج عن جميع الأسرى.
  3. رفع الحصار الكامل المفروض على قطاع غزة.
  4. الاعتراف الرسمي بدولة فلسطين.
  5. الوقف التام لمبيعات الأسلحة إلى إسرائيل.

 

تحذير من تقويض التزامات بريطانيا الدولية

وجاء في الرسالة تحذير واضح من أن استمرار الدعم العسكري والسياسي لإسرائيل، يقوّض التزامات بريطانيا تجاه القانون الدولي وحقوق الإنسان، ويعرض سمعتها الدولية للخطر.

"غياب تدخل دبلوماسي أو إنساني فعّال، واستمرار الدعم المادي لإسرائيل، يقوّضان تعهدات بريطانيا بحماية العدالة الدولية".

 

مظاهرات حاشدة في لندن

بالتزامن مع الرسالة، شهدت العاصمة لندن مظاهرة ضخمة أمام مقر رئاسة الوزراء في شارع داونينغ، حيث ندد آلاف المحتجين بقرار الحكومة مواصلة بيع الأسلحة لإسرائيل في ظل ما وصفوه بـ"الإبادة الجماعية" الجارية في غزة.

ورفع المتظاهرون لافتات ورددوا شعارات غاضبة مثل:

"ستارمر، لامي، لا يمكنكما الاختباء – سنحاكمكما بتهمة الإبادة الجماعية".

كما عبروا عن رفضهم القاطع لمنع إسرائيل دخول المساعدات الإنسانية إلى غزة، المستمر منذ أكثر من 11 أسبوعًا، مما دفع القطاع المحاصر إلى حافة المجاعة.

 

جرائم مستمرة ودعم غربي متواصل

منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، تشن إسرائيل هجومًا واسعًا على قطاع غزة أسفر، بحسب تقارير حقوقية فلسطينية ودولية، عن أكثر من 175 ألف شهيد وجريح، معظمهم من النساء والأطفال، إضافة إلى أكثر من 11 ألف مفقود، وتدمير شبه كامل للبنية التحتية في القطاع.

ويُتهم الجيش الإسرائيلي باستخدام التجويع كسلاح حرب، وهو ما اعتبرته منظمات أممية جريمة ضد الإنسانية، وسط دعم أميركي وغربي متواصل.

 

تحذير من تصاعد الغضب الشعبي

تشكل الرسالة المفتوحة والمظاهرات المتصاعدة مؤشراً على تزايد الضغط الشعبي البريطاني على حكومة كير ستارمر، الذي يجد نفسه أمام اختبار أخلاقي وسياسي شديد الحساسية، بين استمرار تحالفه مع الغرب الداعم لإسرائيل، ومطالب ناخبين غاضبين، خاصة في أوساط الجالية المسلمة، التي تشكل ثقلاً انتخابياً لا يُستهان به.