أعلنت جماعة الحوثي، اليوم الجمعة، عن تعرض ميناءي الحديدة والصليف في الساحل الغربي لليمن لغارات جوية نفذها الجيش الإسرائيلي، في تصعيد لافت يأتي في خضم التوترات الإقليمية المتصاعدة منذ بدء الحرب على قطاع غزة في أكتوبر الماضي.
وذكرت قناة "المسيرة" التابعة للجماعة، أن "عدواناً جوياً إسرائيلياً استهدف ميناءي الحديدة والصليف"، دون تقديم مزيد من التفاصيل حول حجم الأضرار أو الخسائر.
من جهتها، أفادت القناة "12" الإسرائيلية الخاصة عبر منصة "إكس" (تويتر سابقاً)، بأن الهجوم نُفّذ بواسطة أكثر من 10 مقاتلات، واستخدمت فيه عشرات الذخائر، واستهدف ثلاثة موانئ بحرية غربي اليمن، هي الحديدة، رأس عيسى، والصليف. لكن إذاعة الجيش الإسرائيلي أكدت لاحقًا أن الغارات اقتصرت على ميناءي الحديدة والصليف فقط.
ونقلت صحيفة "معاريف" أن الهجمات طالت ما لا يقل عن عشرة أهداف في تلك الموانئ، في حين أشارت إلى أن الجيش الإسرائيلي كان قد وجه إنذارين إلى المتواجدين في الموانئ المستهدفة خلال الأيام الماضية، طالبهم فيهما بإخلاء المواقع تحسباً لهجوم.
ووفقاً للتقارير الإسرائيلية، فإن هذا الهجوم يُعد التاسع على الأراضي اليمنية منذ اندلاع الحرب في غزة في 7 أكتوبر 2023، والثالث منذ استئناف العمليات العسكرية في 18 مارس الماضي، بعد هدنة استمرت نحو شهرين.
وأوضحت "معاريف" أن إسرائيل امتنعت في وقت سابق عن استهداف اليمن أثناء زيارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب إلى المنطقة، لتجنب مزيد من التوتر، لكنها حصلت على الضوء الأخضر عقب مغادرته.
وتشير وسائل إعلام عبرية إلى أن إسرائيل تواجه صعوبة في جمع المعلومات الاستخباراتية الدقيقة داخل اليمن، مما يدفعها لاستهداف منشآت مدنية تُعتقد بأنها داعمة للبنية التحتية للحوثيين، مثل الموانئ ومحطات الطاقة والمطارات، في محاولة لإضعاف قدراتهم.
في السياق ذاته، تزايدت الانتقادات داخل إسرائيل بشأن فعالية هذه الضربات، حيث لم تؤدِ إلى وقف هجمات الحوثيين، الذين أعلنوا في الأيام الأخيرة تنفيذ أربع هجمات باستخدام صواريخ باليستية فرط صوتية على مطار بن غوريون.
ورغم إعلان الجيش الإسرائيلي اعتراض الصواريخ أو سقوطها خارج المجال الجوي، فإن تلك الهجمات تسببت في تعطيل مؤقت لحركة الملاحة الجوية، ولجوء واسع للسكان إلى الملاجئ، واستمرار تعليق رحلات عدد من شركات الطيران العالمية إلى تل أبيب.