يشارك اليمن في أعمال القمة العربية الرابعة والثلاثين، التي تنطلق غدًا السبت في العاصمة العراقية بغداد، وسط إجراءات أمنية مشددة وتدابير استثنائية لتأمين وصول القادة العرب إلى المنطقة الخضراء، حيث تُعقد القمة في أحد القصور الرئاسية المخصصة لهذا الحدث.
ومن المنتظر أن تناقش القمة عددًا من الملفات الإقليمية الملحة، على رأسها الوضع الإنساني والسياسي في اليمن، إلى جانب الأزمات في فلسطين، سورية، ليبيا، السودان، ولبنان. وقد أكد مسؤولون عراقيون أن الملف اليمني سيكون حاضرًا بفاعلية ضمن جدول أعمال القمة، في ظل توافق عربي متزايد على ضرورة دعم استقرار اليمن وحل أزمته بعيدًا عن التدخلات الخارجية.
وكان وزراء الخارجية العرب قد اجتمعوا أمس في جلسة تمهيدية استمرت ثلاث ساعات، ناقشوا خلالها مشاريع القرارات التي ستُعرض على القادة العرب في الجلسة الختامية، عصر السبت. وصرّح وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين بأن "اجتماع القمة يأتي في مرحلة دقيقة تتطلب توحيد الصف العربي لمواجهة التحديات المشتركة"، بينما أشار الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط إلى أن "القمة تنعقد وسط اضطراب إقليمي ودولي غير مسبوق، وتعقد عليها آمال كبيرة لتحقيق مواقف موحدة".
وفي السياق ذاته، أعلن وكيل وزارة الخارجية العراقية هشام العلوي أن أكثر من نصف الزعماء والقادة العرب سيحضرون القمة، بينهم رؤساء وملوك من مصر، الأردن، البحرين، فلسطين، موريتانيا، واليمن، إلى جانب رؤساء حكومات وممثلين رفيعي المستوى من دول أخرى.
كما وصل الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إلى بغداد، ويُرتقب وصول عدد من الأمناء العامين للمنظمات الإقليمية والدولية، بينهم ممثلون عن مجلس التعاون الخليجي، الاتحاد الأفريقي، والاتحاد الأوروبي.
وستشهد القمة طرح خمس مبادرات عراقية، أبرزها ملف التعاون الأمني ومكافحة الإرهاب والمخدرات، وإنشاء صندوق عربي لإعادة إعمار غزة ولبنان، ومن المقرر أن يصدر في ختام القمة "إعلان بغداد" بإشراف وزراء الخارجية العرب، ليكون بمثابة وثيقة سياسية تعكس المواقف والتوجهات المشتركة للدول العربية في المرحلة الراهنة.