وزير الدفاع اليمني: الحرب قادمة لا محالة.. والقوات الشرعية جاهزة للحسم

تقارير

 

في ظل مشهد يمني معقد، حيث الهدن المكسورة والسلام المغتال قبل أن يولد، يؤكد وزير الدفاع اليمني، الفريق الركن محسن الداعري، أن الحرب تلوح في الأفق، وأن القوات الشرعية مستعدة لكسر شوكة المليشيات الحوثية واستعادة العاصمة صنعاء، متى ما فُرض عليها القتال.

 

جاء ذلك في مقابلة خاصة مع “العين الإخبارية”، أجريت على هامش زيارته لأبوظبي، حيث استعرض الوزير تطورات المشهد العسكري، وجاهزية الجيش، وتأثير التصنيف الدولي للحوثيين كمنظمة إرهابية، إضافة إلى التهديدات التي تواجه الملاحة الدولية في البحر الأحمر.

 

اليمن.. بين هدنة مخترقة وحرب وشيكة

يرى الداعري أن البلاد تعيش حالة “لا حرب ولا سلام”، مشيرًا إلى أن جميع الهدن السابقة انتهت إلى جولات جديدة من المواجهات، لأن “المليشيات الحوثية لا تفي بأي اتفاق أو عهد”، مؤكداً أن الحكومة الشرعية التزمت بالاتفاقيات التي وقّعتها، لكنها لن تقف مكتوفة الأيدي إذا فرضت الحرب.

 

جاهزية قتالية واستعداد للحسم

أكد وزير الدفاع أن الجيش اليمني والقوات المشتركة جاهزة لكل السيناريوهات، مشيرًا إلى أن الخطط العسكرية وعمليات الحشد والتدريب مستمرة.

وأضاف أن القوات الحكومية تسيطر على نحو 75 – 80% من الأراضي اليمنية، بينما يفرض الحوثيون قبضتهم على ما تبقى، وهي مناطق ذات كثافة سكانية عالية، حولتها الجماعة إلى “سجن كبير” وفق تعبيره.

 

وحول أسباب تأخر الحسم، أوضح الداعري أن الضغوط الدولية حالت دون استكمال تحرير مواقع استراتيجية مثل الحديدة، التي كانت القوات الشرعية قاب قوسين أو أدنى من استعادتها قبل أن يُجبر اتفاق ستوكهولم الجيش على التراجع، وهو السيناريو نفسه الذي تكرر في مأرب والجوف.

 

الحوثيون وتهريب الأسلحة.. دعم إيراني مستمر

اتهم الداعري إيران بإمداد الحوثيين بالأسلحة، مشيرًا إلى أن “15 سفينة إيرانية وصلت إلى ميناء الحديدة بعد إعادة فتحه، محملة بالصواريخ والطائرات المسيرة”.

وأضاف أن الجماعة تستخدم هذه الأسلحة في استهداف المناطق المدنية والموانئ الحيوية، متسببة في شلّ حركة تصدير النفط اليمني.

 

تصنيف الحوثيين منظمة إرهابية.. خطوة في الاتجاه الصحيح

رحّب وزير الدفاع اليمني بقرار الولايات المتحدة تصنيف الحوثيين منظمة إرهابية، معتبرًا أنه يعكس قناعة المجتمع الدولي بالخطر الذي تمثله الجماعة على الأمن الإقليمي والدولي.

لكنه شدد على ضرورة تنفيذ الإجراءات المترتبة على هذا التصنيف بشكل صارم، محذرًا من أن استخدامه كورقة ضغط سياسي دون تطبيق فعلي “سيكون أكثر خطورة”.

 

تهديد الملاحة الدولية واستهداف الموانئ

حذر الداعري من استمرار التهديد الحوثي للممرات البحرية، مؤكدًا أن الجماعة حصلت على دعم عسكري مكثف مكنها من استهداف السفن في البحر الأحمر وخليج عدن.

كما أشار إلى أن بعض الدول “رضخت لابتزاز الحوثيين” ودخلت في صفقات لتأمين مرور سفنها عبر البحر الأحمر.

 

معركة صنعاء.. متى تحين ساعة الصفر؟

رفض وزير الدفاع تحديد جدول زمني لاستعادة صنعاء، لكنه أكد أن “المليشيات الحوثية مرفوضة حتى في مناطق سيطرتها”، وأن الشعب اليمني لن يقبل ببقائها. وأضاف أن الجماعة تحاول افتعال أزمات إقليمية عبر استهداف البحر الأحمر وإطلاق الصواريخ باتجاه إسرائيل، لإبقاء الداخل اليمني تحت حالة طوارئ دائمة ومنع أي انتفاضة شعبية ضدها.

 

عاصفة الحزم.. عقدٌ من التحالف والتضحيات

مع اقتراب الذكرى العاشرة لعاصفة الحزم، وجه الداعري شكره إلى التحالف العربي، وعلى رأسه السعودية والإمارات، قائلاً: “لا يمكن أن نوفيهم حقهم، فقد قدموا دماءً وأموالًا وسلاحًا لدعم اليمن”.

 

رسالة للشعب والجيش

اختتم الداعري رسالته للشعب اليمني والقوات المسلحة، مؤكدًا أن النصر ليس بعيدًا، وأن القوات الشرعية “لن تقف مكتوفة الأيدي”، مشددًا على أهمية الصمود في وجه المشروع الحوثي المدعوم إيرانيًا.

 

مشهد الحرب في اليمن لم ينتهِ بعد، لكن وزير الدفاع يؤكد أن القوات الشرعية لن تتراجع، وأن “ساعة الحسم” قد اقتربت، في معركة يرى أنها ستكون أكثر اتساعًا وأشد ضراوة مما يتوقعه الحوثيون.