الحوثيون يستهدفون مقاتلة أميركية وواشنطن تدرس خيارات الرد

عامة

 

في خطوة اعتبرتها واشنطن تصعيدًا خطيرًا، أطلق الحوثيون في اليمن لأول مرة صواريخ أرض-جو على مقاتلة أميركية من طراز “إف-16”، أثناء تحليقها فوق البحر الأحمر قبالة السواحل اليمنية في 19 فبراير/شباط، وفقًا لما نقلته شبكة “فوكس نيوز” عن ثلاثة مسؤولين عسكريين أميركيين كبار.

 

وأكد المسؤولون أن الحوثيين استهدفوا أيضًا في اليوم نفسه طائرة مسيّرة أميركية من طراز “إم كيو-9 ريبر” كانت تحلق خارج نطاق سيطرة الجماعة في الأجواء اليمنية، في خطوة تعكس انتقال المواجهة إلى مستوى غير مسبوق، بعد أن كانت الهجمات الحوثية تتركز على السفن الحربية والتجارية في البحر الأحمر.

 

نقاشات في واشنطن حول خيارات الرد

 

بحسب “فوكس نيوز”، تجري القيادة العسكرية الأميركية نقاشًا على أعلى المستويات لتحديد أفضل السبل لمواجهة التصعيد الحوثي، وسط خيارات متباينة بين اتباع نهج تقليدي في مكافحة الإرهاب عبر استهداف القادة والعناصر المخططة للهجمات، أو الاستمرار في الضربات التي تستهدف بنية الحوثيين التحتية ومخازن أسلحتهم.

 

ويرى مسؤولون عسكريون أن اللجوء إلى استراتيجية مكافحة الإرهاب قد يشكل تصعيدًا جديدًا في الصراع، كما أنه قد يكون مكلفًا في ظل إعادة توجيه بعض الموارد العسكرية الأميركية، بما في ذلك الطائرات المسيّرة، إلى مهام أخرى مثل مراقبة الحدود الجنوبية للولايات المتحدة.

 

مخاوف من إصابة سفن أميركية بصواريخ حوثية

 

بحسب “فوكس نيوز”، فإن البحرية الأميركية نجحت حتى الآن في اعتراض وإسقاط جميع الصواريخ والطائرات المسيّرة التي استهدفت سفنها الحربية في البحر الأحمر، إلا أن بعض عمليات الاعتراض تمت قبل ثوانٍ فقط من الاصطدام، مما يثير مخاوف من احتمال نجاح أحد الصواريخ مستقبلاً في إصابة سفينة أميركية، الأمر الذي قد يؤدي إلى خسائر جسيمة، سواء في الأرواح أو المعدات العسكرية.

 

ويرى قادة عسكريون أميركيون أن استمرار الهجمات الحوثية يجعل من مسألة إصابة سفينة أميركية مسألة وقت فقط، ما لم يتم اتخاذ تدابير ردع أكثر صرامة.

 

هدنة معلنة ومخاوف من انهيارها

 

يأتي هذا التصعيد في وقت كان الحوثيون قد أعلنوا فيه وقف استهداف السفن الأميركية والبريطانية في البحر الأحمر عقب اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل والمقاومة الفلسطينية، بعد هجمات استمرت أكثر من عام.

 

وكانت الجماعة قد أعلنت في نوفمبر/ تشرين الثاني 2023 انضمامها لما وصفته بـ”معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس”، حيث استهدفت السفن الإسرائيلية والأميركية والبريطانية بالصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة والزوارق البحرية، كما أطلقت صواريخ ومسيرات على الأراضي الفلسطينية المحتلة.

 

ومع استمرار التصعيد، تتجه الأنظار إلى قرارات واشنطن القادمة، وما إذا كانت ستتخذ خطوات أكثر حدة ضد الحوثيين، أم أنها ستكتفي بمواصلة نهج الدفاع والاحتواء، في ظل التوترات المتصاعدة في البحر الأحمر والمنطقة بشكل عام.