مشاكل "طيران اليمنية" تدفع السقطريين للسفر بحراً عبر مراكب غير آمنة

تقارير

 

يعاني سكان أرخبيل سقطرى، الواقعة في المحيط الهندي، أقصى جنوبي البلاد، من صعوبة في التنقل بين محافظتهم والبر اليمني، ونتيجة ارتفاع أسعار تذاكر السفر عبر الخطوط "اليمنية" يلجأون للسفر بحراً، عبر مراكب غير معدة للركاب وتفتقر إلى وسائل السلامة والأمان.

 

وطالب مسؤول محلي سقطري مجلس القيادة الرئاسي والحكومة بخفض سعر تذاكر طيران اليمنية من وإلى الأرخبيل، التي وصلت إلى أرقام وصفها بـ “الجنونية”، واحتساب قيمتها بالعملة المحلية بدلاً من الأجنبية.

 

وقال وكيل المحافظة عيسى بن مسلم، إن "رفع المعاناة عن كاهل المواطن وتلبية أبسط احتياجاته مسؤولية أخلاقية ووطنية ودينية على الدولة تجاه شعبها"، مشيراً إلى "ما يعانيه أبناء سقطرى المسافرين العالقين في محافظة حضرموت وعدن مع الارتفاع الجنوني في أسعار تذاكر الناقل الوطني طيران اليمنية".

 

وأوضح مسلم في منشور على حسابه بموقع فيسبوك الثلاثاء، ان سعر التذكرة عبر الخطوط الجوية اليمنية "تصل إلى أكثر من 400$ ذهابا وإيابا للفرد الواحد"، مضيفاً أن ذلك "أمر ضاعف من معاناتهم وأصبحوا عاجزين عن سداد تكاليف التغذية والإقامة والسكن في الفنادق".

 

وقال "من واقع مسؤوليتي أمام مواطني المحافظة أناشد مجلس القيادة ممثلا برئيس وأعضاء المجلس الدكتور رشاد العليمي ودولة الدكتور أحمد بن مبارك رئيس مجلس الوزراء، بوضع حلول عاجلة وجذرية لإنهاء المعاناة، وتخفيض أسعار تذاكر طيران اليمنية واحتساب قيمتها بالعملة الوطنية بدلا من الدولار، وزيادة عدد رحلاتها بمعدل رحلتين أسبوعيا على الأقل".

 

وتطير من مطار الريان بساحل حضرموت شرقي البلاد، رحلة أسبوعية وحيدة للخطوط الجوية اليمنية، إلى الأرخبيل، وفقا لما أكدته جداول رحلات الشركة المنشورة على حسابها بموقع فيسبوك، فيما كانت اليمنية قد أعلنت تدشين رحلتها (عدن – حديبو – الغيضة)، غير أن ذلك الخط توقف، ولم نسمع عنه سوى رحلة التدشين.

 

ويصل سعر التذكرة للرحلة التي تستغرق أقل من ساعة من الطيران، ما بين 150 – 200 دولار أمريكي، والضعف للرحلة ذهاباً وإياباً، وهو سعر باهظ بالنظر لمسافة الرحلة.

 

وقالت المصادر لـ"المصدر أونلاين" إن الحجوزات لتذاكر الخطوط اليمنية قد نفدت من الآن وحتى نهاية شهر نوفمبر المقبل.

 

ونظراً لندرة الرحلات وارتفاع تكاليف السفر الجوي، يضطر السقطريون للسفر بحراً عبر مراكب غير مجهزة للركاب، وتكاد تنعدم منها وسائل الأمان، ويقطعون رحلة بحرية شاقة من موانئ المهرة أو حضرموت لأكثر من أربعين ساعة، تمتد الى أيام غالبا، عبر سفن صغيرة شهدت في الأعوام الأخيرة حوادث جنوح عدد منها.

 

وإلى جوار ذلك تتوقف الملاحة البحرية للأرخبيل لأربعة أشهر على الأقل كل عام، بين يونيو وسبتمبر، بسبب موسم الرياح الشديدة، لا سيما على السواحل والمنخفضات الواقعة في الجهة الشمالية من سقطرى.

 

لكن غلاء تذاكر اليمنية وندرة رحلاتها ليستا المعضلتان الوحيدتان بحسب عدد من المصادر، فنتيجة ندرة الرحلات، يسافر الشخص من الأرخبيل ثم لا يجد مجالاً للعودة إلا بعد شهر وأكثر في كثير من الأحيان ويكلفه ذلك إقامة في حضرموت ومصروفات إضافية، كما أن مقعد الطفل يحجز بسعر مقعد الرجل العادي، وفي كثير من الأحيان يلجأ الشخص للسفر وطفله في حجره نظراً للطلب الكبير ومحدودية المقاعد.

 

وذكر مدون على فيسبوك أنه وفي رحلة يوم الأحد 29 /9/2024م،"أعيد 15مسافراً من على متن الطائرة عنوة بعد حصولهم على كرت الصعود، ومنهم عجوز مشلولة وامرأة أخرى مريضة، وأسر أخرى، مضيفا: "ذكر البعض أن مدير مكتب اليمنية في حضرموت باع هذه المقاعد بمبالغ طائلة، فقد دفع له البعض 500 دولارا وآخرين دفعوا 800 دولارا"، للمقعد الواحد.

 

وتعاني اليمنية من مشاكل كبيرة، أبرزها احتجاز ميليشيا الحوثي أربع طائرات من أسطولها المكون من سبع طائرات في صنعاء، إضافة الى احتجاز 120 مليون دولار، من رصيد الشركة بمناطق سيطرة الميليشيا، ومؤخراً خرجت طائرة من الثلاث المتبقية عن الخدمة، ما أعاق خطة الشركة وعرقل الكثير من رحلاتها المقررة من المحافظات المحررة إلى الوجهات المختلفة.

 

 

وإلى جانب ارتفاع أسعار تذاكر طيران اليمنية يعاني سكان الأرخبيل، من تدهور الخدمات الأساسية منذ سيطرة المجلس الانتقالي على المحافظة عام 2020، وكذا من استغلال الشركات الإماراتية التي تحتكر الكهرباء والنفط والغاز، إلى جانب سوء الأوضاع الاقتصادية التي يعاني منها اليمنيون بشكل عام.