توفي الليلة الماضية، السفير والكاتب اليمني عبدالوهاب محمد إسماعيل العمراني في أحد مستشفيات مدينة إسطنبول التركية عن عمر ناهز الـ 66 عاماً.
وعلى صفحته بـ"فيسبوك"، كتب نجله محمد "والدي في ذمة الله إنا لله وإنا إليه راجعون بسم الله الرحمن الرحيم (( يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً فَادْخُلِي فِي عِبَادِي وَادْخُلِي جَنَّتِي )) بقلوب مؤمنة بقضاء الله وقدره انتقل إلى رحمة الله تعالى والدي الحبيب نسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يرحمه وسكنه فسيح جناته".
وقال مصدر مقرب اخر إن العمراني توفي في مدينة إسطنبول التركية إثر "مرض عضال"، بعد حياة عملية خدم فيها الوطن.
وعبدالوهاب العمراني هو نجل العلامة اليمني محمد بن إسماعيل العمراني، وهو دبلوماسي يمني بارز وُلد في صنعاء القديمة في الأول من مايو عام 1958.
العمراني ليس فقط دبلوماسياً، بل هو أيضاً كاتب ومؤلف له العديد من المقالات والكتب التي تتناول الشؤون اليمنية والعلاقات الدولية، ومن أبرز أعماله كتاب "العلاقات اليمنية الأوروبية"، الذي يستعرض فيه العلاقات بين اليمن والاتحاد الأوروبي بمختلف جوانبها.
درس الفقيد المراحل الأولى في اليمن ثم واصل دراسته في جامعة بغداد، حيث حصل على بكالوريوس في العلوم السياسية ودبلوم عالي في السياسة الدولية، وانضم للسلك الدبلوماسي في منتصف الثمانينيات، وتدرج في المناصب حتى أصبح سفيراً في وزارة الخارجية اليمنية.
مثل العمراني اليمن في بعثات دبلوماسية في بلدان عربية وأوروبية وأمريكية، وشارك في مؤتمرات دولية مثل قمة عدم الانحياز ومنظمة التعاون الإسلامي.
زار نحو 35 دولة، ودون مشاهداته في كتابه "رؤية يمنية في أدب الرحلات".
بدأ العمراني الكتابة الصحفية في وقت مبكر، ونشرت له سلسلة من المقالات النقدية للسياسة الخارجية اليمنية، ما أدى إلى منعه من الكتابة لسنوات من قبل السلطات.
عاود الكتابة بعد سقوط نظام علي عبد الله صالح عام 2011، ثم مُنع مرة أخرى في 2014 بسبب انتقاده المستمر للفساد والسياسات الحكومية.
مع الانقلاب الحوثي وتدهور الأوضاع في اليمن، غادر العمراني البلاد إلى الخارج كغيره من السياسيين اليمنيين الذين فروا من الميليشيا.
كتب الفقيد عشرات المقالات في موقع المصدر أونلاين، ومثلها في الصحيفة الورقية قبل انقلاب ميليشيا الحوثي واقتحامها مقر الصحيفة ونهبه.
شارك العمراني في كتاباته التحليلية التي تناولت مواضيع معقدة مثل الحرب في اليمن والتحديات السياسية والاجتماعية التي تواجه البلاد، وعبر في كتاباته عن رؤيته النقدية للأحداث والتطورات السياسية، مسلطاً الضوء على معاناة الشعب اليمني جراء الصراع الدائر في البلاد.
وزارة الخارجية في الحكومة الشرعية نعت العمراني وقالت: "بقلوب مؤمنة بقضاء الله وقدره تنعى وزارة الخارجية وفاة المغفور له بإذن الله السفير عبدالوهاب محمد العمراني بعد حياة حافلة بالبذل والعطاء في العمل الدبلوماسي حيث تقلد مناصب عديدة في وزارة الخارجية وبعثاتها في الخارج".
وأضافت: "كان الفقيد شخصية دبلوماسية وكاتب ومؤلف ضمن الموسوعة اليمنية لِإعلام ومؤلفي اليمن، كما ساهم في تحرير العديد من الدراسات في الصحف والمجلات العربية والدولية، وبهذا المصاب الجلل فقدت الوزارة أحد أبرز كوادرها المشهود لهم بالكفاءة والمعرفة والخبرة".